تصعيد خطير في الكاريبي.. فنزويلا تُسيّر سفنًا حربية لحماية ناقلات النفط وسط تهديدات أمريكية بالحصار
يشهد الملف الفنزويلي–الأمريكي تصعيدًا غير مسبوق، يرفع منسوب القلق من احتمال اندلاع مواجهة بحرية مباشرة بين القوتين، في وقت تتشابك فيه العقوبات الاقتصادية مع الحسابات الجيوسياسية، وتتحول ناقلات النفط إلى بؤرة صراع مفتوح في مياه البحر الكاريبي.
وفي تطور لافت، كشفت مصادر مطلعة لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن الحكومة الفنزويلية أصدرت أوامر مباشرة إلى البحرية الفنزويلية بمرافقة ناقلات النفط أثناء مغادرتها الموانئ، بهدف حمايتها من أي تحرك عسكري أمريكي محتمل.
أوامر عسكرية عاجلة.. مرافقة بحرية لناقلات النفط
بحسب التقرير، أبحرت عدة سفن شحن تحمل منتجات بترولية متنوعة من الساحل الشرقي لفنزويلا، برفقة وحدات من الحرس البحري الفنزويلي، وذلك بين مساء الثلاثاء وصباح الأربعاء، في خطوة وصفت بأنها رد مباشر على تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض حصار نفطي شامل.
وأوضحت ثلاثة مصادر مطلعة أن السفن غادرت ميناء خوسيه النفطي محملة بمواد تشمل:
-
النفط الخام
-
فحم الكوك البترولي
-
اليوريا
-
مشتقات بترولية أخرى
وكانت وجهتها الأساسية الأسواق الآسيوية، في تحدٍ واضح للعقوبات الأمريكية المفروضة على قطاع الطاقة الفنزويلي.
حصار ترامب يشعل المواجهة
جاء ذا التحرك بعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض "حصار شامل وكامل" على ناقلات النفط المتجهة من وإلى فنزويلا، خاصة تلك التي تنتهك العقوبات التجارية الأمريكية.
ووفق المصادر، فإن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو استقبل هذه التصريحات بغضب شديد، وتعهد بمواصلة تدفق صادرات النفط "بأي ثمن"، معتبرًا أن بلاده تمارس حقها المشروع في حرية الملاحة الدولية.
موقف واشنطن.. مراقبة واستعداد
من جانبه، أكد مسؤول أمريكي مطلع أن واشنطن على علم كامل بمرافقة السفن الحربية الفنزويلية لناقلات النفط، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية تدرس عدة سيناريوهات للتعامل مع الوضع، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
وأضاف المسؤول أن الخيارات المطروحة تشمل توسيع نطاق المصادرات البحرية، في إطار تطبيق العقوبات المفروضة على النظام الفنزويلي.
عقوبات واسعة ومصادرات متوقعة

بحسب سمير مدني، المؤسس المشارك لموقع Tanker Trackers المتخصص في تتبع ناقلات النفط، فإن نحو 40% من ناقلات النفط التي تنقل الخام الفنزويلي تخضع بالفعل لعقوبات أمريكية.
ويأتي هذا التصعيد بعد أن صادرت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، ناقلة نفط خاضعة للعقوبات كانت متجهة إلى آسيا وتحمل قرابة مليوني برميل من النفط الخام الفنزويلي، في خطوة وُصفت بأنها تصعيد خطير في المواجهة بين واشنطن وكاراكاس.
كما أفاد مسؤولون أمريكيون في جلسات مغلقة أن مصادرات إضافية لناقلات نفط فنزويلية باتت مطروحة بقوة خلال الفترة المقبلة.
رد شركة النفط الفنزويلية
وفي بيان رسمي صدر الأربعاء، أكدت شركة النفط الوطنية الفنزويلية أن جميع السفن المرتبطة بعملياتها تواصل الإبحار بأمان كامل، وتتمتع بـ:
-
دعم فني وتشغيلي
-
ضمانات أمنية
-
حماية قانونية ضمن حرية الملاحة الدولية
وشددت الشركة على أن نشاطها يتم وفق القوانين الدولية، معتبرة الإجراءات الأمريكية انتهاكًا للسيادة الفنزويلية.
هل يقترب شبح الاشتباك العسكري؟

يرى مراقبون أن الموقف بات شديد الحساسية، مع تداخل العقوبات الاقتصادية مع الانتشار العسكري، ما يرفع احتمالات الاحتكاك المباشر في حال حاولت القوات الأمريكية اعتراض ناقلات النفط المرافقة عسكريًا.
ويحذر خبراء من أن أي خطأ في الحسابات قد يؤدي إلى تصعيد عسكري غير محسوب، ستكون له تداعيات واسعة على أسواق الطاقة العالمية، وعلى أمن الملاحة في البحر الكاريبي.
خلاصة المشهد
-
فنزويلا تصعّد عسكريًا لحماية صادراتها النفطية
-
الولايات المتحدة تلوّح بحصار ومصادرات جديدة
-
ناقلات النفط تتحول إلى ساحة مواجهة محتملة
-
الأسواق العالمية تترقب تداعيات أي اشتباك
وفي ظل هذا المشهد المتوتر، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يقف العالم على أعتاب مواجهة بحرية جديدة، أم تنجح الدبلوماسية في كبح الانفجار؟




