مسؤولون أمريكيون: تسوية 90% من الخلافات حول اتفاق سلام في أوكرانيا… هل تقترب الحرب من نهايتها؟
كشف مسؤولون أمريكيون عن تحقيق تقدم كبير في المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، مؤكدين أن نحو 90% من الخلافات المتعلقة باتفاق سلام محتمل قد جرى تجاوزها، في خطوة اعتُبرت الأهم منذ اندلاع الحرب.
وجاءت هذه التصريحات على لسان مصادر أمريكية مطلعة، نقلتها وكالة رويترز، عقب جولة مفاوضات مكثفة عُقدت في برلين، وسط اهتمام دولي واسع بمخرجاتها وانعكاساتها المحتملة على مستقبل الصراع في أوروبا الشرقية.
مفاوضات برلين… تقدم ملموس بعد سنوات من الحرب
بحسب المسؤولين الأمريكيين، أحرزت المباحثات الأوكرانية–الأمريكية التي جرت يوم الاثنين في برلين تقدمًا ملموسًا في تضييق فجوة الخلافات، مشيرين إلى أن معظم القضايا الشائكة باتت قريبة من التسوية.
وأوضح أحد المسؤولين أن:
-
الضمانات الأمنية
-
خفض التصعيد
-
آليات الرقابة على أي اتفاق سلام
كانت المحاور الرئيسية للنقاش، في محاولة لوضع إطار متكامل يضمن استقرارًا طويل الأمد ويمنع تجدد المواجهات العسكرية.
ضمانات أمنية على غرار «المادة الخامسة للناتو»
كشف مسؤول أمريكي أن الصفقة المطروحة للنقاش تتضمن منح أوكرانيا ضمانات أمنية شبيهة بالمادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتي تنص على أن أي هجوم على دولة عضو يُعد هجومًا على جميع أعضاء الحلف.
ورغم أن أوكرانيا ليست عضوًا في الناتو، فإن هذا الطرح يُعد تحولًا نوعيًا في الموقف الأمريكي، ويهدف إلى:
-
طمأنة كييف أمنيًا
-
ردع أي تصعيد عسكري روسي مستقبلي
-
توفير بديل عملي عن العضوية الكاملة في الحلف
ترامب ودور الوساطة مع موسكو

بحسب المصادر نفسها، يرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه قادر على إقناع روسيا بالموافقة على هذه الضمانات الأمنية، في إطار صفقة أوسع تهدف إلى إنهاء الحرب واحتواء التمدد الجغرافي للنزاع.
وأشار أحد المسؤولين إلى أن ترامب:
-
يسعى لمنع روسيا من توسيع مناطق سيطرتها نحو الشرق
-
يركز على تثبيت خطوط التماس الحالية
-
يراهن على مزيج من الضغوط السياسية والتفاهمات الأمنية
تحذير أمريكي لأوكرانيا: الوقت ليس مفتوحًا
في المقابل، أطلق المسؤولون الأمريكيون تحذيرًا واضحًا، مؤكدين أن:
-
الضمانات الأمنية لن تبقى مطروحة إلى ما لا نهاية
-
واشنطن تسعى لحث أوكرانيا على اتخاذ قرار نهائي بشأن الخطة
-
استمرار التردد قد يعرقل فرص التوصل إلى اتفاق شامل
ويعكس هذا التحذير رغبة أمريكية في تسريع مسار التسوية، في ظل الضغوط الداخلية والدولية لإنهاء واحدة من أطول وأعنف الحروب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
موقف روسيا: انفتاح مشروط على الاتحاد الأوروبي
في تطور لافت، ذكر أحد المسؤولين أن روسيا أبدت انفتاحًا على انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما يُعد تنازلًا سياسيًا مهمًا مقارنة بمواقف سابقة أكثر تشددًا.
لكن هذا الانفتاح، بحسب مراقبين، يبقى:
-
مشروطًا بعدم انضمام أوكرانيا للناتو
-
مرتبطًا بترتيبات أمنية دقيقة
-
خاضعًا لتوازنات النفوذ في شرق أوروبا
وفود رفيعة المستوى ومحادثات «بناءة»

قاد الوفد الأوكراني في برلين فلاديمير زيلينسكي، الذي أجرى جولة جديدة من المحادثات مع الوفد الأمريكي، والذي ضم:
-
المبعوث الخاص ستيف ويتكوف
-
المبعوث جاريد كوشنر
وأعلن رستم عميروف، سكرتير مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني، أن المباحثات كانت:
«بناءة ومثمرة وتحرز تقدمًا».
في المقابل، أقر زيلينسكي بأن:
-
الخلافات لم تُحل بالكامل
-
لا تزال هناك ملفات عالقة
-
المواقف متباينة بشأن بعض القضايا الجوهرية
هل تقترب نهاية الحرب؟
يرى مراقبون أن الحديث عن تسوية 90% من الخلافات يمثل مؤشرًا قويًا على اقتراب نقطة تحول تاريخية في مسار الحرب، لكنه لا يعني بالضرورة أن الاتفاق بات وشيكًا، إذ تبقى:
-
الضمانات الأمنية
-
شكل الرقابة الدولية
-
موقف موسكو النهائي
عوامل حاسمة قد تعرقل أو تُسرّع إعلان السلام.
ومع ذلك، فإن مفاوضات برلين أعادت إحياء الآمال بإمكانية إنهاء النزاع عبر الحلول الدبلوماسية، بعد سنوات من المواجهات العسكرية والخسائر البشرية والاقتصادية الهائلة.
















