خلافات مكتومة داخل ليفربول.. محادثات حاسمة تعيد محمد صلاح قبل مواجهة برايتون
عاد النجم المصري محمد صلاح إلى قائمة نادي ليفربول لمواجهة برايتون في الدوري الإنجليزي الممتاز، في خطوة أنهت مؤقتًا حالة الجدل التي أثيرت خلال الأيام الماضية حول مستقبله ودوره داخل الفريق، بعد خلافات واضحة مع المدير الفني الهولندي أرني سلوت ألقت بظلالها على علاقة اللاعب بالنادي.
العودة لم تأتِ صدفة، بل جاءت عقب جلسة مغلقة وُصفت بـ«البنّاءة» بين الطرفين، أسفرت عن تهدئة الأجواء وقرار فني حاسم بإعادة اللاعب إلى حسابات الفريق، في توقيت حساس يسبق مشاركته المرتقبة مع منتخب مصر في كأس الأمم الإفريقية.
بداية الأزمة.. استبعاد مفاجئ وتصريحات نارية
بدأت شرارة الخلاف عندما قرر أرني سلوت استبعاد محمد صلاح من التشكيلة الأساسية في مواجهة ليدز بالدوري الإنجليزي، وهو القرار الذي فاجأ الجماهير ووسائل الإعلام، خاصة في ظل التاريخ الطويل للنجم المصري كأحد أعمدة الفريق الأساسية.
عقب المباراة، أدلى صلاح بتصريحات وصفت بـ**«النارية»**، عبّر خلالها عن استيائه من وضعه داخل الفريق، ما فتح الباب أمام تكهنات واسعة حول توتر العلاقة بينه وبين الجهاز الفني، وانعكاس ذلك على استمراره مع «الريدز».
غياب أوروبي يزيد الغموض

تفاقمت الأزمة بعد غياب صلاح عن رحلة ليفربول إلى إيطاليا لمواجهة إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا منتصف الأسبوع، وهو ما اعتُبر مؤشرًا إضافيًا على عمق الخلاف، خاصة أن اللاعب لم يكن يعاني من إصابة معلنة.
هذا الغياب عزز الشكوك حول وجود أزمة داخلية تتجاوز مجرد قرار فني عابر، وفتح المجال أمام الحديث عن تراجع دور صلاح في مشروع المدرب الجديد.
جلسة الحسم.. صلاح يعود بعد محادثات مباشرة
وفقًا لما كشفته صحيفة «إندبندنت» وخبير الانتقالات الشهير فابريزيو رومانو، عقد أرني سلوت جلسة مباشرة مع محمد صلاح، جرى خلالها مناقشة أسباب الخلاف ومحاولة احتواء الموقف.
وأسفرت المحادثات عن تفاهم متبادل أعاد اللاعب إلى قائمة الفريق لمواجهة برايتون، ليكون على أعتاب أول مشاركة له مع ليفربول منذ ظهوره كبديل أمام سندرلاند في 3 ديسمبر الجاري.
الخلاف وتأثيره على اللاعب والنادي
تعكس هذه الأزمة حالة عدم الاستقرار الفني التي يمر بها ليفربول في مرحلة انتقالية تحت قيادة مدرب جديد، كما تُظهر حجم التحدي في إدارة النجوم الكبار، وعلى رأسهم محمد صلاح، الذي لا يزال يتمتع بثقل فني وجماهيري هائل.
بالنسبة لصلاح، فإن الجدل الأخير قد يؤثر نفسيًا وفنيًا على أدائه، خاصة مع اقتراب استحقاق قاري مهم مع منتخب مصر، بينما يخشى ليفربول من أن تؤدي مثل هذه الخلافات إلى فقدان التوازن داخل غرفة الملابس.
الانتقالات وكأس الأمم الإفريقية.. عامل ضغط إضافي
في سياق متصل، تشير تقارير صحفية إلى أن أندية سعودية تستعد لمحاولة ضم محمد صلاح خلال سوق الانتقالات الشتوية في يناير المقبل، وهو ما يزيد من حساسية أي خلاف داخلي داخل ليفربول.
كما أوضحت «إندبندنت» أن قرارات سلوت الأخيرة ربما تأثرت بقرب رحيل صلاح للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية، حيث سيغادر اللاعب الفريق بعد مواجهة برايتون للانضمام إلى معسكر منتخب مصر، الذي يستعد للمشاركة في البطولة المقررة بالمغرب خلال الفترة من 21 ديسمبر الجاري وحتى 18 يناير المقبل.
مواجهة برايتون.. اختبار للتهدئة المؤقتة
تمثل مباراة برايتون اختبارًا عمليًا لمدى نجاح جلسة المصالحة بين الطرفين، سواء من حيث مشاركة صلاح وأدائه، أو من حيث قدرة ليفربول على تجاوز آثار الخلاف سريعًا قبل فقدان أحد أبرز نجومه لفترة طويلة بسبب المشاركة القارية.
ويبقى السؤال مفتوحًا:
هل كانت عودة صلاح نهاية حقيقية للأزمة، أم مجرد هدنة مؤقتة تسبق قرارات أكبر في يناير؟
















