أيران تكشر عن أنيابها للامارات والحرس الثوري الإيراني يتوعد ”الأعداء” برد ساحق ويؤكد سيادته على الجزر الثلاث المتنازع عليها
		وجّه قائد القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني، الأدميرال علي رضا تنغسيري، رسالة حادة إلى من وصفهم بـ"الأعداء"، داعيًا إياهم إلى كبح أطماعهم في الجزر الإيرانية الواقعة في الخليج العربي، في إشارة واضحة إلى الخلاف المزمن بين إيران والإمارات حول جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى.
وأكد تنغسيري خلال زيارته لوحدات العمليات الخاصة المتمركزة في الجزر، أن هذه الجزر تُعد "حصونًا منيعة للدفاع عن البلاد"، مشيرًا إلى أن عناصر الحرس الثوري المنتشرين هناك هم "رجال من حديد"، مستعدون للرد الفوري على أي "هفوة أو اعتداء" في تلك المنطقة الحساسة.
تصريحات حازمة وردع مباشر
وقال الأدميرال الإيراني في كلمته:
"الجزر الإيرانية تشكل خط الدفاع الأول عن سيادتنا في الخليج، وإذا ارتكب العدو أي خطأ في الحسابات فسيتلقى الرد الحاسم مباشرة في ذات المكان."
وأضاف أن "القوات البحرية للحرس الثوري" تتابع عن كثب جميع التحركات في الخليج ومضيق هرمز، وأنها قادرة على "حماية المصالح الوطنية الإيرانية في أي وقت وتحت أي ظرف"، مؤكدًا أن "الأمن في الخليج لا يتحقق إلا بيد أبنائه لا بوجود الغرباء."
دعم من القيادة العليا للحرس الثوري
من جهته، أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد باكبور الموقف ذاته، محذرًا من أن "أي خطأ في الحسابات من قبل العدو في الخليج أو في الجزر الإيرانية الثلاث سيقابل برد ساحق".
            
وشدد باكبور على أن "القوة البحرية للحرس الثوري تمثل راية الأمن المستدام في الخليج الدائم، ومضيق هرمز الاستراتيجي، والمياه المحيطة بإيران"، معتبرًا أن وجودها يضمن "التوازن والردع في المنطقة".
يوم وطني للجزر الإيرانية الثلاث
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات الإيرانية مؤخرًا عن تخصيص يوم 30 نوفمبر في التقويم الرسمي الإيراني كيوم وطني للجزر الإيرانية الثلاث، في خطوة وصفتها وسائل الإعلام الإيرانية بأنها "ترسيخ للسيادة الوطنية على هذه الجزر".
وجاء القرار ضمن اجتماع مجلس الثورة الثقافية العليا بإيران، "لتكريم ذكرى استعادة السيادة الإيرانية على الجزر من الاحتلال البريطاني عام 1971"، بحسب البيان الرسمي.
وأوضح المجلس أن هذا اليوم الوطني يهدف إلى "تكريس السيطرة الإيرانية على الجزر الثلاث (أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى)" وتخليد ذكرى "شهداء العملية البحرية الإيرانية التي أنهت الوجود البريطاني هناك".
الإمارات ترفض وتصفها بالاحتلال
في المقابل، تجدد الإمارات العربية المتحدة رفضها لما تسميه “الاحتلال الإيراني” للجزر الثلاث، مطالبةً بإنهاء السيطرة الإيرانية عليها والدخول في مفاوضات مباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية للفصل في القضية.
وترى الإمارات أن هذه الجزر "جزء لا يتجزأ من سيادتها الوطنية"، بينما تصر إيران على أنها "جزء من أراضيها التاريخية"، ما يجعل القضية واحدة من أكثر الملفات حساسية في العلاقات الخليجية الإيرانية منذ عقود.
وتحذر مراقبون من أن الخطاب الإيراني الأخير، وخاصة من قبل قيادات الحرس الثوري، قد يزيد من حدة التوترات في منطقة الخليج، خصوصًا في ظل الظروف الإقليمية المتوترة والوجود العسكري الدولي في مياه الخليج.
دلالات التصعيد الإيراني
يرى محللون أن التصريحات الأخيرة من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني تمثل رسالة ردع مزدوجة:
- 
	
موجهة إلى الدول الخليجية، وخصوصًا الإمارات، لتأكيد رفض إيران لأي تشكيك في سيادتها.
 - 
	
وموجهة إلى القوى الغربية، التي تعتبرها طهران متورطة في “تأجيج النزاع الإقليمي”، ولا سيما عبر التحالفات العسكرية في الخليج ومضيق هرمز.
 
ويعتبر مراقبون أن إعلان "يوم وطني للجزر" يحمل دلالات رمزية وسياسية قوية، إذ يرسخ الخطاب الداخلي الإيراني حول "الثوابت الوطنية" ويعيد التأكيد على أن طهران لا تنوي التراجع عن موقفها، رغم الرفض العربي والدولي.
ملف الجزر الثلاث قديم متجدد
في ظل التصريحات المتصاعدة، يبدو أن ملف الجزر الثلاث سيبقى أحد أبرز ملفات النزاع في الخليج بين إيران والإمارات، وربما يشكل أحد نقاط التوتر الجديدة في الإقليم، خاصة إذا استمر الحرس الثوري في تعزيز وجوده العسكري في الجزر.
ومع تمسك كل طرف بموقفه، لا يُتوقع أن يشهد هذا النزاع تسوية قريبة، بل ربما يكون مقدمة لتجاذبات جديدة في مياه الخليج الاستراتيجية خلال المرحلة المقبلة.
كلمات بحث SEO:

















