رسالة من “راديو يوم القيامة” بعد إعلان بوتين اختبار الطوربيد النووي “بوسيدون”.. العالم يترقب إشارة الحرب الكبرى
بثت محطة الراديو العسكرية الروسية UVB-76، المعروفة باسم “راديو يوم القيامة”، رسالة جديدة غامضة بعد ساعات فقط من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن نجاح اختبار الطوربيد النووي “بوسيدون”، أحد أكثر الأسلحة الروسية سرية وإثارة للجدل.
كلمة غامضة تهز أجهزة المتابعة: "توروموزغ"
بحسب قناة “UVB-76 Logs” المتخصصة في رصد إشارات هذه المحطة عبر تطبيق “تلغرام”، تم بث كلمة روسية واحدة هي “توروموزغ” (Тормомозг) مساء الأربعاء، في أول رسالة صوتية واضحة تبثها المحطة منذ عدة أشهر.
هذه الكلمة الغامضة — التي لا تحمل معنى مباشراً في اللغة الروسية — فتحت باب التكهنات على مصراعيه بين الخبراء والمراقبين، الذين رأوا فيها إشارة رمزية أو شيفرة عملياتية مرتبطة بالإعلان الروسي الأخير عن الاختبارات النووية.
ويرى محللون أن توقيت البث ليس صدفة، خاصة أنه جاء بعد تصريحات بوتين التي قال فيها إن قوة “بوسيدون” “تفوق بكثير” صاروخ “سارمات” العابر للقارات، ما دفع البعض إلى ربط الرسالة بتحركات عسكرية غير معلنة أو استعدادات استراتيجية في البحر.

“بوسيدون”.. سلاح يوم القيامة الروسي
يُعد الطوربيد “بوسيدون” أحد أكثر الأسلحة تطورًا في الترسانة الروسية، وهو غواصة مسيّرة تعمل بمحرك نووي يمكنها التحرك لآلاف الكيلومترات تحت الماء دون الحاجة للتزوّد بالوقود أو الطفو على السطح، وتُدار عن بعد من الغواصات الأم.
ويؤكد الخبراء أن “بوسيدون” قادر على حمل رؤوس نووية هائلة يمكنها إحداث موجات تسونامي إشعاعية مدمّرة إذا أُطلقت نحو السواحل.
وقال الرئيس فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إن الاختبارات الأخيرة للطوربيد كانت “ناجحة للغاية”، مشيرًا إلى أن النظام النووي المزود به الطوربيد يتمتع بقدرة تدميرية تفوق بكثير صاروخ “سارمات”، الذي يعد أقوى صاروخ باليستي عابر للقارات في العالم.

مدفيديف: “بوسيدون هو سلاح يوم القيامة الحقيقي”
وفي السياق ذاته، كتب دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، عبر قناته على منصة “ماكس”:
“على عكس صاروخ بوريفستنيك، يمكن اعتبار بوسيدون سلاح يوم القيامة بالمعنى الكامل.”
وأضاف أن هذا السلاح يجسّد القدرات النووية الروسية غير المسبوقة، وأن امتلاك مثل هذه المنظومات يجعل روسيا “محصّنة من أي تهديد خارجي مهما بلغت قوته”.
ما هو “راديو يوم القيامة” UVB-76؟
محطة UVB-76، التي تُعرف أيضًا باسم “الطنّانة” (The Buzzer)، هي محطة راديو عسكرية روسية غامضة تأسست في سبعينيات القرن الماضي.
وتشتهر ببث طنين متقطع على مدار الساعة، يتخلله بين الحين والآخر بث رسائل صوتية غامضة تتضمن كلمات أو رموزًا لا يُعرف معناها.
ويرى بعض المحللين أن هذه الإشارات تُستخدم كوسيلة تواصل طارئة بين الوحدات العسكرية الروسية، أو كجزء من نظام الردع النووي الاستراتيجي الذي يُفعَّل في حالة الحرب الشاملة، ما أكسبها لقب “راديو يوم القيامة”.
شيفرة جديدة أم تحذير مبطّن؟
تزامن البث الجديد لكلمة “توروموزغ” مع الإعلان عن اختبار سلاح نووي فائق القوة أثار مخاوف في الأوساط الغربية من أن يكون إشارة موجهة إلى وحدات بحرية أو دفاعية روسية ضمن تدريبات على سيناريوهات الردع النووي.
بينما يرى آخرون أنها قد تكون مجرد تجربة اتصالات أو تحديث إشارات للمحطة، في وقت يتصاعد فيه التوتر بين موسكو والغرب بسبب الحرب في أوكرانيا واستمرار سباق التسلح النووي.
بوتين: “العلماء الروس أعادوا كتابة معادلة القوة العالمية”
وفي كلمته الأخيرة، قال بوتين إن التكنولوجيا النووية الروسية التي أُدخلت في صاروخ “بوريفستنيك” وطوربيد “بوسيدون” تُعد إنجازًا علميًا ضخمًا، مضيفًا:
“النظام الجديد يتيح إطلاق السلاح في دقائق قليلة بقوة تعادل مفاعل غواصة نووية، لكن بحجم أصغر ألف مرة.”
وأكد الرئيس الروسي أن الابتكارات النووية لن تُستخدم فقط في المجال العسكري، بل ستجد طريقها إلى البرامج الفضائية والمدنية، في إشارة إلى نية موسكو توسيع استخدام الطاقة النووية في مشروعها القمري المقبل.
العالم يترقب.. هل تعود “الطنانة” إلى النشاط المكثف؟
إعادة بث “راديو يوم القيامة” بعد صمت طويل، بالتزامن مع عرض موسكو لقوتها النووية، تثير تساؤلات عميقة حول ما إذا كانت روسيا تُرسل رسائل غير مباشرة للعالم مفادها أن الردع النووي لا يزال في قلب استراتيجيتها.
وفي ظل هذا الغموض، تبقى كلمة “توروموزغ” حديث المراقبين — هل هي كود عسكري؟ رسالة تحذير؟ أم بداية فصل جديد في الحرب الباردة؟












