ستيفن فاجين.. الدبلوماسي الأمريكي المخضرم الذي كُلّف بقيادة الشق المدني في ”مركز التنسيق بشأن غزة”
استقرت الإدارة الأمريكية علي اختيار الدبلومسي الأمريكي فاجين لترتيب المرحلة المدنية في قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية تكليف السفير ستيفن هـ. فاجين، الدبلوماسي المخضرم وخبير شؤون الشرق الأوسط، بقيادة الشق المدني في مركز التنسيق بشأن غزة، المسؤول عن تنفيذ اتفاق السلام وإدارة المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار.
ويعتبر الدبلومسي فاجين أحد أبرز الدبلوماسيين الأمريكيين في المنطقة، وصاحب سجل طويل في التعامل مع الملفات المعقدة، إذ يشغل منذ عام 2022 منصب سفير الولايات المتحدة لدى اليمن، ويمارس مهامه من خارج البلاد، نظرًا للأوضاع الأمنية هناك.
دبلوماسي متمرس بخبرة شرق أوسطية واسعة
يُعرف السفير ستيفن فاجين بأنه من كبار الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الأمريكية، ويحمل رتبة مستشار وزير.
خلال مسيرته الممتدة لأكثر من 25 عامًا، تولّى مناصب حساسة جعلته على تماس مباشر مع أبرز ملفات الشرق الأوسط، منها:
-
نائب رئيس البعثة في السفارة الأمريكية ببغداد (2020–2021)
-
قنصل عام في أربيل (2018–2020)
-
مدير مكتب الشؤون الإيرانية بوزارة الخارجية (2015–2018)
-
مدير مكتب الشؤون الإقليمية في مكتب شؤون جنوب ووسط آسيا (2013–2015)
-
مسؤول مكتب باكستان بالخارجية الأمريكية (1998)
-
مساعد خاص لوكيل وزارة الخارجية الأمريكية
هذه المناصب أكسبته خبرة معمّقة في ملفات العراق وإيران واليمن وباكستان، وهو ما أهّله لتولي مهام أكثر حساسية تتعلق بالتوازنات الإقليمية.
مهمة جديدة في غزة: قيادة الشق المدني لمركز التنسيق
بحسب بيان وزارة الخارجية الأمريكية، فإن فاجين سيقود الجهود المدنية لمركز التنسيق بشأن غزة، وهو كيان مشترك بين الولايات المتحدة وعدد من الدول الشريكة، يهدف إلى تنفيذ اتفاق السلام في القطاع، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، والإشراف على مشاريع إعادة الإعمار والبنية التحتية.
وقد رافق السفير فاجين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في زيارته الأخيرة لمركز التنسيق المدني العسكري في جنوب إسرائيل، حيث جرى الإعلان رسميًا عن تكليفه بهذه المهمة الجديدة.

فاجين قي العراق
ويُتوقع أن يكون فاجين مسؤولاً عن التنسيق بين الأطراف الفلسطينية والدولية المعنية، إضافة إلى الإشراف على اللجنة الفلسطينية المؤقتة التي ستتولى إدارة الشؤون المدنية في غزة، بمشاركة شخصيات مستقلة من أبناء القطاع.
خلفيات القرار الأمريكي
يرى مراقبون أن اختيار ستيفن فاجين لهذه المهمة لم يكن صدفة، بل يعكس اتجاه الإدارة الأمريكية إلى التركيز على البُعد المدني في إدارة ملف غزة، بعد أشهر من التصعيد العسكري.
وتشير التقديرات إلى أن واشنطن تسعى لتقديم نفسها كـ ضامن للسلام وإعادة الإعمار، وليس طرفًا عسكريًا مباشرًا، ما يجعل شخصية دبلوماسية بخبرة فاجين الأنسب لهذا الدور.
ويقول محللون إن خبرة فاجين في ملفات النزاعات المعقدة مثل اليمن والعراق وإيران جعلت منه «مهندس التوازنات الهادئة» في دوائر الخارجية الأمريكية، وهو ما تسعى واشنطن لاستثماره في غزة لضمان انتقال منظم نحو مرحلة ما بعد الحرب.
المهام المنتظرة
من المتوقع أن تشمل مهام فاجين الأساسية:
-
الإشراف على الشق المدني لمركز التنسيق بشأن غزة.
-
ضمان تدفق المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع دون عراقيل.
-
الإشراف على عملية إعادة الإعمار بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول المانحة.
-
دعم تشكيل لجنة فلسطينية مدنية مؤقتة لإدارة الشؤون المحلية في غزة.
-
التنسيق مع مصر وقطر والأردن في ملف المعابر والمساعدات.
-

تحديات أمام فاجين
تنتظر السفير فاجين مجموعة من التحديات السياسية والأمنية والإنسانية، من أبرزها:
-
ضمان قبول الفصائل الفلسطينية بآليات التنسيق المدني الجديد.
-
تأمين التمويل الدولي اللازم لإعادة الإعمار في ظل شكوك المانحين.
-
التعامل مع المعابر وحركة الدخول والخروج بالتنسيق مع مصر وإسرائيل.
-
منع تسييس المساعدات أو استخدامها كورقة ضغط بين الأطراف المتصارعة.
ويرى مراقبون أن نجاح فاجين في هذه المهمة قد يضع الولايات المتحدة في موقع قيادي جديد في ملف غزة، بينما سيُعد فشله انتكاسة للجهود الدبلوماسية الأميركية في المنطقة.
دبلوماسية الخبرة لا القوة
من الواضح أن الإدارة الأمريكية تعتمد في هذه المرحلة على دبلوماسية الخبرة والحنكة، أكثر من الاعتماد على القوة العسكرية.
وستيفن فاجين، بخبرته في الشرق الأوسط وملفاته الحساسة، يمثل هذا الاتجاه الجديد بوضوح، إذ يتمتع بفهم عميق لتركيبة المنطقة السياسية والاجتماعية، وقدرة على التعامل مع الأطراف المختلفة بمرونة واحترافية.
أبعادًا سياسية وإنسانية في وقت واحد
تكليف السفير ستيفن فاجين بقيادة الشق المدني في مركز التنسيق بشأن غزة خطوة تحمل أبعادًا سياسية وإنسانية في وقت واحد وتؤكد أن الولايات المتحدة تسعى لترسيخ وجودها المدني والدبلوماسي في مرحلة ما بعد الحرب.
ويبقى السؤال: هل سيتمكن فاجين من تحقيق التوازن بين مصالح واشنطن وتعقيدات الواقع الفلسطيني-الإسرائيلي؟ الأيام المقبلة ستجيب

















