أستطلاع مزيف أم حملة سياسية؟».. جدل واسع بعد خبر هجرة سكان نيويورك إذا فاز زهران ممّداني
يمتد النفوذ الصهيوني داخل الاعلام الامريكي الي مستوي بعيد ومن ضمن هذا المستوي تم صناعة استطلاع مشبوه ضد مرشح لعمدة نيورك يساند القضية الفلسطينية وزعم الاستطلاع المشيوة ان اكثر من ربع سكان نيورك يغادرونها في حالة فوزه - الاستطلاع المشبوة والخبيث انتشر عبر وكالات الانباء و نحن هنا نتعرض له للتوضيح فقد أثار خبر متداول خلال الساعات الماضية موجة من الجدل على مواقع التواصل وداخل بعض وسائل الإعلام الأميركية، بعدما زعمت تقارير منسوبة إلى شركة أميركية تُدعى “Victory Insights” أن أكثر من ربع سكان نيويورك يفكرون في مغادرة المدينة في حال فوز السياسي زهران ممّداني، المعروف بمواقفه المؤيدة لفلسطين، برئاسة بلدية المدينة في الانتخابات المقبلة.
لكنّ مراجعة دقيقة للمصادر كشفت أن هذا الخبر مشبوه من حيث النشأة والتداول، ولم يُنشر في أي من الصحف الأميركية الكبرى أو الوكالات المعتمدة مثل أسوشيتد برس أو رويترز أو نيويورك تايمز، ما يثير الشكوك حول دوافعه الحقيقية وخلفياته السياسية.

تفاصيل الخبر المتداول
وفقاً للخبر المنتشر على عدد من الصفحات الإخبارية غير الرسمية، فقد أظهر ما سُمّي بـ«استطلاع رأي» أن 26.5% من سكان نيويورك يخططون لمغادرة المدينة في عام 2026 إذا فاز زهران ممّداني بالانتخابات البلدية.
وأشار التقرير إلى أن ممّداني يتقدّم في نوايا التصويت بنسبة 46.7%، مقابل 28.6% لحاكم الولاية السابق أندرو كومو، و16.2% للمرشح الجمهوري كيرتس سلوى، بينما عبّر 40% من المشاركين عن خشيتهم من أن يشكل فوزه "تهديداً لمستقبل المدينة".
ورغم انتشار هذه الأرقام على نطاق واسع، فإن شركة Victory Insights لم تصدر أي بيان رسمي أو تقرير منشور على موقعها الإلكتروني يؤكد إجراء مثل هذا الاستطلاع، الأمر الذي يعزز فرضية أن الخبر مدسوس وموجّه لأغراض سياسية مغرضة.
من هو زهران ممّداني؟
زهران ممّداني هو عضو مجلس ولاية نيويورك عن الدائرة الـ36، من أصول هندية–أوغندية، وبرز اسمه في السنوات الأخيرة بصفته أحد أبرز الأصوات اليسارية داخل الحزب الديمقراطي الاشتراكي في الولايات المتحدة.
ويُعرف ممّداني بمواقفه الداعمة لحقوق الفلسطينيين ورفضه لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما جعله محورًا لحملات إعلامية وسياسية مضادة داخل بعض الدوائر الأميركية التي تعتبر مواقفه "مناهضة لإسرائيل".
ولذلك، يرى مراقبون أن تسريب خبر كهذا في هذا التوقيت قد يكون جزءاً من حملة ممنهجة لتشويه صورته سياسيًا، مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية في نيويورك المقررة منتصف عام 2026.

«الخبر المسموم».. كيف بدأ الانتشار؟
بدأت جكاية هذة القصة عندما تداولت حسابات مجهولة على منصة X (تويتر سابقاً) منشورًا يتحدث عن الاستطلاع المزعوم مستخدمة تصميمًا يحمل شعار شركة Victory Insights، قبل أن تنتشر النسخة نفسها على عدد من المنتديات السياسية وصفحات فيسبوك اليمينية المتطرفة.
وماهي الا ساعات قليلة و التقطت بعض المواقع الصغيرة الخبر دون تحقق، لتعيد نشره في صيغة "خبر عاجل" مستندة إلى "مصادر خاصة"، وهو ما أدى إلى اتساع رقعة انتشار الخير المشبوه واستطلاعه
لكن المتابعة الإعلامية لاحقًا أثبتت أن التقرير لا وجود له في قواعد بيانات استطلاعات الرأي الأميركية المعتمدة، مثل FiveThirtyEight أو Pew Research Center، مما يشير إلى أن الخبر قد صيغ عمدًا لتوجيه الرأي العام ضد مرشح بعينه.
تحذيرات من استخدام “الاستطلاعات المزيفة”
علي جانب اخر حذر خبراء الإعلام والرأي العام من خطورة استخدام استطلاعات الرأي الملفقة كسلاح دعائي في الحملات الانتخابية، خصوصًا في المدن الكبرى مثل نيويورك التي تشهد انقسامًا سياسيًا واضحًا.
وقال أستاذ الإعلام في جامعة كولومبيا د. جاك مورغان في تصريحات نقلتها صحف محلية:
"هذه ليست المرة الأولى التي تُستخدم فيها استطلاعات مزيفة لتخويف الناخبين أو تشويه المرشحين. الرقم المذكور (26.5%) غير منطقي من الناحية الإحصائية، ويبدو أنه اختير بعناية لتأجيج مشاعر الخوف".
وأضاف أن هذا النوع من الأخبار عادة ما يُكتب بأسلوب خبير أو محلل وهمي لإضفاء مصداقية زائفة، ويُروّج له عبر صفحات إعلامية تبدو احترافية لكنها تخدم أهدافًا خبيثة أو ممولة سياسيًا.
تحليل: حملة ممنهجة لاستهداف المرشحين المؤيدين لفلسطين
ويرى مراقبون أن هذه الواقعة تأتي ضمن موجة أوسع من الأخبار الموجهة ضد الأصوات الأميركية التي تتبنى مواقف داعمة لفلسطين في ظل الحرب الأخيرة في غزة، حيث تعرّض عدد من النواب الديمقراطيين ذوي الأصول العربية أو الإسلامية لهجمات إعلامية مماثلة.
ويؤكد محللون أن توقيت انتشار الخبر ليس بريئًا، بل يتزامن مع ارتفاع شعبية ممّداني بين الشباب والمجتمعات متعددة الثقافات في نيويورك، ما يجعله هدفًا لحملات تضليل تسعى إلى إثارة الخوف من "الإدارة اليسارية" أو "النفوذ العربي" في السياسة الأميركية.
خلاصة الموقف
حتى الآن، لم تُصدر أي جهة رسمية أو مركز استطلاع معتمد بيانات تؤكد صحة الأرقام المتداولة.
ويُحذر خبراء الصحافة من إعادة نشر أو تداول هذه الأنباء دون توثيقها من مصدر مباشر، خاصة في ظل التحذيرات الأميركية من استخدام الذكاء الاصطناعي وحسابات التضليل للتأثير على الناخبين قبل الانتخابات المحلية والاتحادية المقبلة.






