ورحل الكاتب الصحفي خالد ابوروس ..صلجب القلب الطيب الذي أعرفه

في لحظةٍ بدت كأنها غير واقعية وانه مجرد شائعة تسلّل خبر رحيل الزميل الكاتب والصحفي الكبير خالد أبوالروس، ليهزّ وجدان كل من عرفه أو سمع صوته أو قرأ كلماته. كان الخبر كالصاعقة، أقرب إلى الوهم منه إلى الحقيقة. تمنينا جميعًا لو أن الأمر مجرد إشاعة مثل تلك التي تجتاح مواقع التواصل، لكنها – للأسف – كانت الحقيقة المؤلمة التي لا رجوع عنها وقضاء الله النافذ .
خالد أبوالروس.. الإنسان قبل الصحفي
رحل خالد أبوالروس، لكن سيرته ستبقى علامة مضيئة في ذاكرة الصحافة المصرية. لم يكن مجرد قلم يكتب، بل كان إنسانًا يزرع المحبة في القلوب قبل أن يسطّر الحروف على الورق.
وصدق وصف الدكتور ضياء رشوان، نقيب الصحفيين ورئبس هيئة الاستعلامات المصرية حين قال عنه في كلماته الصادقة:
"إذا كان هناك تعريف للإخلاص، فهو خالد أبوالروس."
عبارة تختصر حياة رجل عاش بمبدأٍ نادر في زمنٍ امتلأ بالضجيج — مبدأ الإخلاص في العمل والإخلاص في الصداقة والمحبة للجميع والإخلاص في الإنسانية.
لقاء الوداع الذي لم يكن يُدرى أنه الأخير
كان خالد بالأمس فقط في عزاء الزميل الراحل وائل عمران في مسجد عمر مكرم. حضر بهدوئه المعهود، بابتسامته الودودة التي يعرفها كل من قابله، يواسي الزملاء، ويتقبّل التعازي، ويرفع يده بالدعاء للراحلين.
لم يكن أحد يتخيل أن ذلك اللقاء سيكون الأخير، وأن تلك الابتسامة ستكون آخر ما نحمله له في الذاكرة.
كان وجهه هادئًا كعادته، مفعمًا بالرضا، وكأنه كان يُودّعنا جميعًا دون أن يخبرنا.
قلم لا يُشبه إلا صاحبه
في كتاباته، كان خالد صادقًا لا يساوم، جريئًا لا يَجرح، ناقدًا بضميرٍ حيّ لا يعرف المكايدة. كان يكتب من القلب، للقارئ، للوطن.
لم يركض وراء الأضواء، بل كان هو النور الهادئ في غرفة مزدحمة بالضجيج.
لم يعرف الغرور طريقًا إليه، رغم مكانته المهنية بين أبناء المهنة، وكان دائم القول:
"الصحافة مش سلطة.. دي رسالة ومسؤولية."
رحمة الله عليك يا خالد
رحل خالد أبوالروس، الصحفي الذي كان إنسانًا قبل أن يكون قلمًا. رحل تاركًا وراءه حبًّا في قلوب من عرفوه، وذكرى طيبة تليق بإنسان عاش نقيًا، ومات نقيًا.
رحمك الله يا خالد، وجعل مثواك الجنة بقدر ما أحببت الناس بصدق، وبقدر ما زرعت الخير في كل مكان مررت به.
اللهم اجعل قبرك نورًا، وذكرك طيبًا، وأجعل أعمالك صدقة جارية لا تنقطع.