مركز التنسيق المدني-العسكري الأميركي في إسرائيل: بوابة نحو استقرار مستدام لقطاع غزة - التفاصيل بالفيديو

أعلنت U.S. Central Command (سنتكوم) عن افتتاح Civil‑Military Coordination Center (CMCC) في إسرائيل يوم 17 أكتوبر 2025، والذي يُعدّ «محركاً رئيسياً» لمرحلة ما بعد الهدنة في قطاع غزة، بعد نحو عامين من الصراع المكثّف.
المركز لا يقتصر فقط على الجانب العسكري أو الأمني، بل يتضمّن تنسيقات إنسانية، لوجستية، مدنية ودولية واسعة النطاق، مع إشارات إلى مشاركة محتملة لدول عربية ودولية.
في ظل هشاشة الوضع الميداني والإنساني في غزة، يُنظر إلى هذا المركز كجزء من مخطط أكبر لانتقال القطاع من مرحلة الحرب إلى استعادة مسارات الحياة، لكن الطريق ما يزال محفوفاً بالتحديات.
خلفية الخطوة
-
في أعقاب إعلان خطة هدنة واسعة، وقّعت إسرائيل وHamas يوم 9 أكتوبر 2025 على أولى مراحلها، التي شملت إطلاقاً محدوداً للأسرى والشهود مقابل انسحاب جزئي لقوات إسرائيلية.
-
في هذا السياق، أسّست سنتكوم المركز CMCC جنوب إسرائيل كمقر تنسيقي لجميع العمليات المنتظَرة لدعم إعادة الاستقرار، وتجنّب تحولها إلى مجرد مهمة أمنية بحتة.
-
يُشير المتحدث باسم سنتكوم إلى أن الهدف هو «غزة خاضعة لحكم مدني مستدام».
مهام المركز ودوره
-
تنسيق المساعدات الإنسانية واللوجستية
– المركز سيتيح إدخال تدفقات كبيرة من المساعدات إلى غزة من شركاء دوليين، مع تنسيق النقل، التخزين، والتوزيع.
– بيانات سنتكوم تؤكد أن العسكريين الأميركيين «لن يدخلوا غزة»، بل سيركّزون على تمكين الشركاء من العمل داخل القطاع. مراقبة تنفيذ الهدنة والانتقال نحو الحكم المدني
– التشغيل الوظيفي للمركز يتضمّن «غرفة عمليات» لمتابعة التطورات في غزة لحظة بلحظة.
– سيتم دمج ممثّلين من دول وشركاء غير حكوميين وغير عسكريين خلال الأسابيع المقبلة. -
إشراك دول وشركاء إقليميين ودوليين
– تقارير تشير إلى اهتمام من دول مثل Egypt وTurkey وQatar للانضمام إلى عملية الاستقرار.
– المركز يُعد نقطة التقاء بين الجانب العسكري الأميركي، الجهات الدولية، والمؤسسات المدنية غير الحكومية — ما يجعله أوسع من مجرد تحالف عسكري.
أهمية هذه الخطوة والأبعاد الاستراتيجية
-
دلالة سياسية: افتتاح المركز يعكس التزاماً أميركياً دولياً بدور أكبر في تحقيق استقرار غزة، وهو ما قد يُعدّ مؤشراً لتحوّل في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط.
-
أبعاد أمنية: بما أن غزة احتوت لفترات طويلة تهديدات أمنية متنوعة، فإن إشراك شركاء متعدّدين يُعدّ خطوة لتقاسم الأعباء والمساءلة.
-
بُعد مدني-إنساني: الانتقال من حالة الحرب إلى التطبيع يتطلب أكثر من هدنة؛ يحتاج إلى بنية تحتية، خدمات، حوكمة، وإشراك محلي ودولي. هذا المركز يحاول أن يكون أداة لهذه المرحلة.
-
تحديات التطبيق: هشاشة الوضع في غزة، وجود أطراف مسلّحة مثل حماس، وضغوط داخلية إسرائيلية ودولية تجعل من تحقيق الاستقرار مهمة معقّدة. كما أن مشاركة الدول والجهات المتعدّدة تُضيف تحديات إدارية وتنسيقية.
التحديات التي تواجه التنفيذ
-
رغم إعلان عدم دخول القوات الأميركية إلى غزة، فإن وجود الدور التنسيقي من إسرائيل وارد، مما قد يثير تساؤلات حول السيادة والمساءلة.
-
التزام الأطراف الجنوبية (مثل حماس أو الفصائل الأخرى) بتسليم السلاح أو الاعتراف الكامل بالآليات الدولية لم يُحسم بعد.
-
إعادة البناء وإعادة الخدمات في غزة ستحتاج تمويلاً ضخماً، وإلى عوامل استقرار لا تتوفّر فوراً—ما يجعل مركز التنسيق خطوة أولى وليس حلاً كاملاً.
-
توقعات مشاركة دول إقليمية لا تزال محل مناقشة، ولم يتم الإعلان عن كل التفاصيل أو الشروط.
ماذا يعني ذلك للقارئ العربي؟
-
المواطن أو المتابع العربي سيلاحظ دخول مرحلة «ما بعد الحرب» نحو غزة، حيث ليس فقط وقف إطلاق نار وإنما نظام تنسيق متعدد الأبعاد.
-
الدول العربية التي قد تشارك تُفتح أمامها نافذة للعب دور بناء في إعادة إعمار غزة، ما يُعدّ فرصة لتحصيل نفوذ دبلوماسي وإنساني.
-
من زاوية حقوق الإنسان والمساعدات، فإن دخول الشركاء المدنيين والمنظمات غير الحكومية يُمكن أن يعزّز وصولَ المساعدات واستقرار الخدمات على الأرض.
الجمع بين الأبعاد العسكرية، الإنسانية، المدنية، والدولية
خطوة افتتاح مركز التنسيق المدني–العسكري (CMCC) في إسرائيل تُعدّ معلماً جديداً في مسار استقرار غزة، حيث تجمع بين الأبعاد العسكرية، الإنسانية، المدنية، والدولية، في محاولة لتحويل «هدنة» إلى «انتقال مستدام». لكنّ الطريق ما زال طويلاً ومحفوفاً بالتحديات، من تنفيذ الهدنة، عبر بناء مؤسسات الحكم المدني، وصولاً إلى إعادة إعمار القطاع وتوفير الأمن والخدمات لسكانه.