مأساة فجر الشاطبي.. شاب يُقتل بلا ذنب بعد أن «طارت» سيارة طائشة فوق سور البحر
في لحظة خاطفة، تحوّل هدوء فجر منطقة الشاطبي بالإسكندرية إلى فاجعة إنسانية موجعة، سُلبت فيها روح شاب أعزل، لم يرتكب ذنبًا سوى أنه جلس على سور البحر يستمتع بلحظة صمت ونسمة هواء. لم يكن يعبر طريقًا، لم يؤذِ أحدًا، لم يدخل في مشاجرة أو خلاف، بل كان «قاعد في حاله»، قبل أن تخطفه رعونة وسرعة جنونية لشباب مستهترين لا يعرفون معنى المسؤولية.
تفاصيل الحادث المروع
بحسب شهود عيان، وقع الحادث في الساعات الأولى من فجر اليوم، عندما كانت ثلاث سيارات يقودها شباب يقودون بسرعة مفرطة ويتسابقون بشكل خطير على كورنيش الشاطبي.
وفي لحظة فقدان سيطرة، انحرفت إحدى السيارات عن مسارها، لتعبر سور البحر حرفيًا، بعدما طارت من شدة السرعة، وتسقط مباشرة على الشاب الجالس في هدوء تام على السور.
الاصطدام كان عنيفًا ومباغتًا، لم يترك للضحية أي فرصة للنجاة، ليسقط قتيلًا في الحال وسط ذهول المارة وصراخ الشهود، الذين لم يستوعبوا كيف تحوّل مشهد البحر الهادئ إلى مسرح موت في ثوانٍ.
شاب بلا ذنب.. ضحية الاستهتار
الضحية لم يكن يعبر الطريق، ولا يقف في مكان خطر، ولا يشارك في أي فعل خاطئ.
كان فقط شابًا بسيطًا، يبحث عن لحظة هدوء على البحر، قبل أن يصبح رقمًا جديدًا في قائمة ضحايا السرعة والتهور.
مشهد الجثمان على سور البحر، والسيارة التي عبرته بقوة غير طبيعية، خلّف صدمة كبيرة بين أهالي المنطقة، الذين أكدوا أن ما حدث جريمة استهتار مكتملة الأركان، لا مجرد حادث عرضي.
غضب وحزن وتساؤلات
الحادث أعاد إلى الواجهة تساؤلات مؤلمة:
-
إلى متى تستمر فوضى السرعة على كورنيش الإسكندرية؟
-
أين الرقابة المرورية في ساعات الفجر؟
-
كم شابًا يجب أن يموت بلا ذنب حتى يتحرك الردع الحقيقي؟
أهالي الشاطبي طالبوا بتشديد الرقابة، وتركيب كاميرات، وتفعيل عقوبات صارمة ضد سباقات الشوارع غير القانونية، مؤكدين أن البحر الذي كان ملاذًا للراحة أصبح مكانًا للخطر بسبب رعونة البعض.
كان في المكان الخطأ، في التوقيت الخطأ
رحل الشاب، وبقي الوجع.
رحل لأنه كان في المكان الخطأ، في التوقيت الخطأ، أمام سائق لا يعرف قيمة حياة البشر.
هذه ليست مجرد قصة حادث، بل قصة إنسان قُتل بلا ذنب، وقصة مجتمع يدفع ثمن الاستهتار كل يوم.
رحم الله الضحية، وألهم أهله الصبر، ولعل هذه المأساة تكون جرس إنذار أخير قبل أن نحصد ضحايا جدد على طرقات الإسكندرية.




