محاكمة فضل شاكر والشيخ أحمد الأسير أمام جنايات بيروت في 9 يناير
تدخل قضية الفنان اللبناني فضل شاكر والشيخ أحمد الأسير مرحلة مفصلية جديدة، بعد أن حددت محكمة الجنايات في بيروت يوم 9 يناير المقبل موعدًا لمحاكمتهما مع أربعة متهمين آخرين، في ملف محاولة قتل هلال حمّود، مسؤول «سرايا المقاومة» في مدينة صيدا عام 2013، وذلك عقب تأجيل الجلسة السابقة لأسباب لوجيستية.
القضية، التي تعود جذورها إلى أحداث دامية هزّت لبنان قبل أكثر من عقد، تعود اليوم إلى الواجهة بقوة، وسط ترقب قانوني وإعلامي واسع، نظرًا لتداخلها بين الأبعاد الأمنية والسياسية والفنية، وما تمثله من اختبار جديد لمسار العدالة في ملف شائك طال أمده.
موعد الجلسة وتأكيد «عدم قابليتها للتأجيل»
أكد مصدر قضائي أن جلسة 9 يناير ستكون مخصصة لاستجواب فضل شاكر والشيخ أحمد الأسير ورفاقهما الأربعة، مشددًا على أنها غير قابلة للتأجيل، بعد سلسلة تأجيلات سابقة فرضتها ظروف صحية ولوجيستية.

ووجّه رئيس المحكمة:
-
مذكرة إلى سجن وزارة الدفاع لسوق فضل شاكر،
-
ومذكرة إلى سجن رومية لسوق أحمد الأسير،
-
كما جرى تبليغ ثلاثة متهمين مخلى سبيلهم شخصيًا بموعد الجلسة، وهم: عبدالناصر حنين، بلال الحلبي، وهادي القواص.
خلفية القضية: محاولة قتل ومسار قضائي طويل
تتعلق القضية بمحاولة قتل هلال حمّود خلال أحداث صيدا عام 2013، وهي واحدة من الملفات المرتبطة بتوترات أمنية خطيرة شهدتها المدينة في تلك الفترة. وتأتي هذه المحاكمة بالتوازي مع أحكام سابقة صدرت بحق الأسير في قضايا أخرى.
حكم الإعدام بحق أحمد الأسير
كانت المحكمة العسكرية اللبنانية قد أصدرت حكمًا بالإعدام بحق أحمد الأسير في قضية «أحداث عبرا» عام 2013، التي أسفرت عن:
-
مقتل 18 جنديًا من الجيش اللبناني،
-
وإصابة عشرات آخرين.
فضل شاكر: تسليم طوعي وأحكام غيابية سابقة

في تطور لافت، سلّم فضل شاكر نفسه طوعًا إلى مخابرات الجيش اللبناني بتاريخ 4 أكتوبر الماضي، عند مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، بعد أكثر من 12 عامًا قضاها داخل المخيم.
ويواجه الفنان اللبناني:
-
أحكامًا غيابية صدرت بين عامي 2015 و2020،
-
تراوحت بين 5 و15 عامًا أشغالًا شاقة،
-
في قضايا ذات طابع أمني.
ملفات أمنية متعددة وتأجيلات سابقة
كانت جلسة محاكمة فضل شاكر المقررة في 25 نوفمبر قد أُرجئت، على خلفية:
-
استجوابه في أربعة ملفات أمنية منفصلة،
-
تشمل:
-
الانتماء إلى تنظيم مسلح،
-
تمويل هذا التنظيم،
-
حيازة أسلحة غير مرخّصة،
-
النيل من سلطة الدولة وهيبتها.
-
وبناءً على طلب وكيلته للاطلاع على الملفات الملحقة بالقضية، تقرر تأجيل تلك الجلسة إلى 3 فبراير 2026.
الحالة الصحية لأحمد الأسير وتأثيرها على الجلسات

كانت جلسة الاستجواب السابقة قد تأجلت بسبب الحالة الصحية للأسير، حيث قدّم محاميه تقريرًا طبيًا يفيد بتعذّر حضوره، نتيجة خضوعه لعملية قسطرة قلبية، بعد:
-
انخفاض قدرة عضلة القلب إلى 48%،
-
مع معاناته من أمراض مزمنة تشمل السكري والكلى.
وأكد محامي الأسير أنه سيمثل أمام المحكمة في الجلسة المقبلة، ما لم تطرأ أي طارئ صحي مفاجئ.
جدل إعلامي موازٍ حول ملف فضل شاكر
تزامن المسار القضائي مع جدل إعلامي واسع حول:
-
وضع فضل شاكر الصحي داخل السجن،
-
وطبيعة العلاقة بين مدير أعماله إياد النقيب ومحاميته الدكتورة أماتا مبارك.
نفي رسمي لأي توتر أو تدهور صحي
أكدت مصادر مقرّبة من الفنان:
-
عدم صحة ما يُتداول بشأن وجود خلافات قانونية،
-
أن الدكتورة أماتا مبارك تشرف بالكامل على الملف القضائي دون تدخلات،
-
كما نفى نجل الفنان، محمد فضل شاكر، أي تدهور في الحالة الصحية لوالده.
جلسة مفصلية في مسار العدالة
مع اقتراب 9 يناير، تترقب الأوساط القضائية والشعبية ما ستسفر عنه جلسة توصف بأنها مفصلية، ليس فقط في مصير المتهمين، بل في إغلاق أحد أكثر الملفات الأمنية حساسية في لبنان خلال العقد الأخير.
فبين التسليم الطوعي، والأحكام الغيابية، والتقارير الطبية، والضغط الإعلامي، يبقى السؤال المطروح:
هل تمثل هذه الجلسة بداية حسم قانوني طال انتظاره، أم محطة جديدة في مسار قضائي معقّد لم يبلغ نهايته بعد؟











