المستقلون يشعلون دوائر انتخابية ساخنة في انتخابات مجلس النواب المصري 2025.. منافسة قوية خارج عباءة الأحزاب
تشهد انتخابات مجلس النواب المصري لعام 2025 واحدة من أكثر المعارك الانتخابية سخونة في السنوات الأخيرة، بعد أن تمكن المرشحون المستقلون من إشعال المنافسة في عدد كبير من الدوائر، متحدّين الأحزاب الكبرى، ومغيرين ملامح المشهد السياسي في الشارع المصري.
صعود المستقلين.. ظاهرة انتخابية تتجدد بقوة
رغم الحضور التنظيمي الواضح للأحزاب السياسية على الساحة، فإن الانتخابات الحالية تشهد عودة قوية للمستقلين الذين فرضوا أنفسهم كقوة حقيقية في أكثر من دائرة انتخابية، خاصة في محافظات الصعيد والدلتا والوجه البحري.
فقد تمكن العديد من المرشحين المستقلين من كسب تعاطف الشارع عبر حملات انتخابية اعتمدت على القرب من المواطن، وتبني قضايا محلية ملحّة مثل الخدمات، البنية التحتية، التعليم والصحة.
ويؤكد مراقبون أن هذه الظاهرة تعكس تراجع ثقة بعض الناخبين في الأداء الحزبي التقليدي، ورغبتهم في اختيار وجوه جديدة ترتبط مباشرة بمشكلات الدائرة بعيداً عن الشعارات السياسية.
دوائر ملتهبة في المشهد الانتخابي
تصدرت محافظات كفر الشيخ، المنيا، الشرقية، وسوهاج قائمة المحافظات الأكثر اشتعالاً بالمنافسة بين المرشحين المستقلين ومرشحي الأحزاب الكبرى.
في محافظة المنيا على سبيل المثال، تشهد الدائرة الأولى معركة شرسة بين مرشح حزب كبير وأحد الشخصيات المستقلة المعروفة بنشاطها الخدمي.
وفي كفر الشيخ، يخوض عدد من المستقلين البارزين سباقاً محتدماً أمام مرشحين حزبيين مدعومين بكتل تنظيمية قوية، إلا أن التفاعل الشعبي مع المستقلين يشير إلى تقارب شديد في نسب التأييد.
تحليل سياسي: لماذا ينجح المستقلون؟
يرى المحلل السياسي الدكتور محمود السعيد أن "نجاح المستقلين في هذه الانتخابات يعود إلى قدرتهم على بناء علاقات مباشرة مع المواطنين، بعيداً عن المركزية الحزبية أو التوجيه السياسي".
وأضاف أن الخطاب البسيط والمباشر الذي يتبناه المرشح المستقل يجعل الناخب يشعر بصدق التمثيل، وهو ما يفتقده البعض في الحملات الحزبية الكبرى.
كما لفت إلى أن توسع شبكات التواصل الاجتماعي منح المستقلين فرصة لتوصيل رسائلهم دون الحاجة إلى دعم مالي أو إعلامي ضخم، ما عزز فرصهم في الوصول إلى فئات شبابية جديدة.
تأثير محتمل على التوازن البرلماني
ويتوقع خبراء أن تحقيق المستقلين نتائج قوية في الأنتخابات البرلمانية قد يؤدي إلى تغيير في موازين القوى داخل البرلمان المقبل، خصوصاً في حال تشكيل تكتلات مستقلة أو تنسيقيات موحدة داخل المجلس.
وقد ينعكس ذلك على شكل تحالفات برلمانية جديدة تؤثر في آليات التصويت على القوانين والرقابة البرلمانية، لتصبح التجربة المقبلة أكثر تنوعاً وتمثيلاً لمختلف الفئات.

















