رسائل تهديد تهزّ مكتب الرئيس الإسرائيلي.. رجل أعمال يهدد بكشف أسرار عن علاقة هرتسوغ ونتنياهو
كشفت صحيفة "هآرتس" عن إرسال رجل الأعمال الإسرائيلي موتي سندر—وهو شخصية كانت مقربة سابقًا من الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ—رسائل تهديد مباشرة إلى مكتب الرئيس، ملوّحًا بنشر "معلومات محرجة" تتعلق بعلاقة هرتسوغ برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وذلك في حال وافق الرئيس على منح نتنياهو عفواً سياسياً بشروط مخففة.
الواقعة تكشف حجم الانقسام الداخلي في إسرائيل، وتضع مؤسسة الرئاسة في قلب معركة توازنات سياسية حساسة، في وقت تتصاعد فيه الضغوط لإيجاد تسوية لوضع نتنياهو القانوني وسط احتجاجات واستقطاب داخلي غير مسبوق.
تفاصيل التهديدات.. رجل أعمال يلوّح بفضيحة سياسية
ذكرت "هآرتس" أن موتي سندر نقل خلال الأسابيع الماضية رسائل تهديد علنية إلى بيت الرئيس، زاعمًا امتلاكه معلومات تتعلق بـ"تفاهمات مسبقة" بين هرتسوغ ونتنياهو حول صفقة عفو محتملة.
هذه الرسائل وُصِفت داخل الأوساط السياسية بأنها سابقة خطيرة تمسّ استقلالية منصب الرئيس، كما تعكس الصراع المحتدم داخل معسكرات السلطة في إسرائيل.
هرتسوغ ينفي تمامًا.. وسندر يصرّ
ينفي الرئيس هرتسوغ أي وجود للتفاهمات التي يتحدث عنها سندر، مؤكدًا أن الحديث عن "معلومات محرجة" لا يعدو كونه محاولة ضغط سياسي.
ورغم ذلك، تقول الصحيفة إن قنوات اتصال غير مباشرة حاولت "تهدئة الأمور" عبر شخصيات مقربة من الطرفين.
علاقة معقدة.. الوسيط الذي تحوّل إلى مصدر تهديد
سندر.. من داعم للحكومة الموحدة إلى خصم سياسي
يُعرف موتي سندر بأنه لعب دورًا بارزًا في التوسط بين نتنياهو وهرتسوغ في فترات سابقة بهدف تشكيل حكومة وحدة.
كما كان سندر من أبرز المؤيدين لصفقة عفو سياسي لنتنياهو قبل توجيه الاتهامات إليه، مقابل انسحابه من الحياة العامة—a فكرة ناقشها هرتسوغ بالفعل مع الرئيس السابق رؤوفين ريفلين.
لكن العلاقة بين الرجلين شهدت تدهورًا كبيرًا خلال العامين الماضيين، خصوصًا بعد موقف سندر من ما يسمى بـ"الانقلاب القضائي"، وانعكاس ذلك على رؤيته تجاه نتنياهو، مما أدى إلى قطيعة سياسية واضحة مع هرتسوغ.
الوثيقة القانونية.. من طلبها ولماذا؟
صحيفة "معاريف" كانت قد نشرت تقريرًا للصحفي بن كسبيت، كشف فيه أن أحد المقربين من هرتسوغ طلب رأيًا قانونيًا من المحامي إيال روزوفسكي حول:
"هل يمكن منح عفو لشخص لم يُدان بعد؟"
وبعد ذلك بثّت قناة "الأخبار 12" الوثيقة كاملة، لتكشف أن سندر—not هرتسوغ—هو من طلب الاستشارة القانونية.
المكتب الرئاسي ردّ بنفي قاطع:
"لا علاقة للرئيس بهذا الموضوع، ولا بصياغة أي وثيقة تخص العفو."
أما سندر فاكتفى بتعليق مقتضب:
"سأعلّق في الوقت والمكان المناسبين."
المشهد السياسي.. أزمة عفو نتنياهو تطفو من جديد
تأتي هذه التطورات بينما تعود إلى الواجهة قضية العفو المحتمل لنتنياهو كجزء من صفقة سياسية توقف محاكمته مقابل انسحابه من المشهد السياسي.
هذه الفكرة تُثير جدلاً واسعًا داخل إسرائيل، خاصة في ظل:
-
الانقسام الشعبي حول نتنياهو
-
استمرار الاتهامات ضده في ملفات الفساد
-
الاحتجاجات التي ترافق خطة التغييرات القضائية
-
صراع المؤسسات على النفوذ وتأثير القرار السياسي
وتهدد قضية العفو بإعادة رسم التحالفات داخل الائتلاف والمعارضة، خصوصًا في ظل الضغوط الدولية والإقليمية على الحكومة الإسرائيلية.
قراءة تحليلية.. ما وراء الأزمة؟
المشهد لا يبدو مجرد خلاف شخصي بين سندر وهرتسوغ، بل يعكس:
-
صراعًا داخل النخبة الإسرائيلية حول مستقبل نتنياهو السياسي.
-
محاولة لتوجيه مؤسسة الرئاسة نحو خيارات محددة عبر الضغط الإعلامي.
-
انقسامًا عميقًا في المؤسسة السياسية حول فكرة العفو.
-
تدهورًا في العلاقات داخل المعسكر المحافظ بعد موجة الاحتجاجات ضد خطة الحكومة القضائية.
كما أن تلويح سندر بـ"معلومات محرجة" يوحي بأن الأزمة قد تمتد إلى فضائح سياسية محتملة تزيد المشهد تعقيدًا.
أزمة سياسية أعمق تهدد استقرار الساحة الإسرائيلية
القضية التي كشفتها "هآرتس" ليست حادثًا عابرًا، بل مؤشرًا على أزمة سياسية أعمق تهدد استقرار الساحة الإسرائيلية، وتضع الرئيس هرتسوغ في موقف حساس بين حياد المنصب وضغوط التوازن السياسي.
وفي ظل تواصل الخلافات حول ملف العفو لنتنياهو، يبدو أن إسرائيل تتجه نحو مرحلة اضطرابات سياسية جديدة قد تحمل مفاجآت ثقيلة خلال الفترة المقبلة.
















