وفاة طالب بمدارس STEM تشعل الجدل في مصر.. تضارب روايات واتهامات بالإهمال ووزارة التعليم ترد
لا تزال واقعة وفاة الطالب أدهم عاطف بمدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا STEM تلقي بظلال ثقيلة على الرأي العام المصري، بعدما تحولت قصته إلى حديث مواقع التواصل الاجتماعي وسط مطالبات بمحاسبة المسؤولين عن الإهمال الطبي والإداري الذي ربما تسبب في وفاته، بينما سارعت وزارة التربية والتعليم لإصدار بيان رسمي قدّم رواية مغايرة لما تداوله زملاؤه وأهله.
الطالب أدهم، الذي يُعرف بين أصدقائه بنبوغه والتزامه، كان يقيم داخل المدرسة وفق نظام الإقامة الداخلية المطبق في مدارس STEM. ووفق روايات أولياء الأمور، فقد كان يعاني من إرهاق شديد وتدهور صحي واضح، إلا أن المدرسة ـ حسب ادعائهم ـ رفضت منحه إذنًا للراحة بداعي وجود امتحانات عملية.
هذه الروايات فجّرت موجة غضب واسعة، دفعت محافظ بني سويف، الدكتور محمد هاني غنيم، إلى إصدار قرار عاجل بإحالة واقعة وفاة الطالب إلى النيابة العامة، مؤكدًا أن تقارير مديريتي الصحة والتعليم أثبتت وجود إهمال جسيم في التعامل الإداري مع حالة أدهم داخل المدرسة، وهو ما استدعى عزل مديرة المدرسة من منصبها.
وزارة التعليم: الروايات المتداولة غير صحيحة
وفي محاولة للرد على الاتهامات، أصدرت وزارة التربية والتعليم بيانًا رسميًا قالت فيه إن "العديد من المعلومات المتداولة غير صحيحة"، مشيرة إلى أنها أجرت تحقيقًا موسعًا حول ملابسات الوفاة.
وأوضح البيان أن المدرسة نصحت ولي الأمر منذ البداية ببقاء الطالب في المنزل بعد تلقي صور تظهر تدهور حالته الصحية، مشيرة إلى أن ولي الأمر عاد في اليوم التالي ومعه الطالب مؤكدًا أن حالته تحسنت، رغم أن علامات الإعياء كانت واضحة عليه.
وبحسب الوزارة، فقد رفضت المدرسة استقبال الطالب نظرًا لعدم جاهزيته الصحية، لكن والده أصر على تركه داخل المدرسة وغادر.
وأضاف البيان أن الطبيبة لاحظت ارتفاع درجة حرارة الطالب، وأوصت بنقله لإجراء كشف خارجي، لكن تعثّر التواصل مع ولي الأمر، فتم وضعه في غرفة العزل الطبي وصرف العلاج المبدئي. وفي اليوم التالي، ومع تدهور حالته، جرى نقله إلى مستشفى بني سويف العام، قبل أن يصر والده على نقله إلى مستشفى التأمين الصحي "على مسؤوليته الكاملة"، حيث تم تحويله إلى مستشفى الصدر وهناك توفّي مساء الثلاثاء.
تقارير الصحة: التهاب رئوي وسوء تعامل إداري
وأشارت تقارير طبية صادرة عن مديرية الصحة إلى أن الطالب أصيب بـ التهاب رئوي، وأن سوء التعامل الإداري وعدم اتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذه أسهما في حدوث المضاعفات التي أدت إلى وفاته.
وأكد المحافظ أن المدرسة تخضع لإشراف الإدارة المركزية بالوزارة وليس لمديرية التربية والتعليم بالمحافظة، مشددًا على أن الوضع داخل المدرسة آمن ومتابع، وأن هناك إجراءات مستمرة لضمان سلامة الطلاب.
قضية رأي عام
تحولت الواقعة إلى قضية رأي عام خلال ساعات من انتشارها، حيث طالب آلاف المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بفتح تحقيق شفاف ومحاسبة كل من يثبت تقصيره، مؤكدين أن حياة الطلاب أمانة لا يجوز الاستهتار بها، خاصة داخل مدارس يفترض أنها مهيأة لرعاية المتفوقين.
في المقابل، دعا آخرون إلى التريث حتى انتهاء التحقيقات الرسمية في ظل تضارب الروايات بين أولياء الأمور ووزارة التعليم.
النيابة العامة بدأت بالفعل تحقيقاتها، وسط ترقب كبير من الشارع المصري لنتائجها، أملاً في كشف الحقيقة الكاملة وراء وفاة الطالب أدهم عاطف، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث داخل المؤسسات التعليمية.




