مليشيات إسرائيل في غزة
تفاصيل مليشيات إسرائيل في غزة هل تكون هدفها تفكيك القطاع؟ مشروع الميليشيات الأربع يكشف ملامح مرحلة ما بعد الحرب
خلال فترة الحرب علي قطاع غزة استطاعت إسرائيل تكوين عدد من المشيات المسلحة وتمويلها وخلال هذا التقر نكشف تفاصيل هذة الملشيات ولماذا قامت إسرائيل بتكوينها ؟
تزايد المؤشرات الميدانية والسياسية حول وجود تحركات تهدف إلى إعادة تشكيل الواقع داخل قطاع غزة، في ظل ما وصفه قادة مجموعات محلية بمشروع «غزة الجديدة»، الذي يسعى – وفق تصريحاتهم – إلى إدارة مرحلة ما بعد الحرب بترتيبات مختلفة عن تلك التي سادت طوال السنوات الماضية.

يأتي ذلك في وقتٍ تتحدث فيه تقارير عن دعم إسرائيلي مباشر لأربع ميليشيات داخل القطاع، تعمل في المناطق الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية بعد انتهاء العمليات الكبرى. وقد ظهرت هذه الجماعات في مشاهد مصورة، وهي تتحرك بالقرب من مواقع عسكرية وممرات لوجستية حيوية، وسط مؤشرات على تلقيها مساعدات وإمدادات لتأمين مناطق محددة من القطاع.
مشروع «غزة الجديدة».. ملامح سلطة موازية
قادة هذه المجموعات وصفوا أنفسهم بأنهم جزء من «مشروع واحد» يهدف إلى بناء نموذج إداري جديد للقطاع، يحمل ملامح دولة مصغّرة أو كيان مستقل عن حماس. وتشير تحركاتهم إلى تنسيق واضح في مناطق جنوب القطاع، حيث تُجرى عمليات تنظيمية وإنشاء مراكز سيطرة مؤقتة.

ويرى مراقبون أن ما يجري يمثل محاولة لتشكيل سلطة موازية في غزة، تكون مقبولة من أطراف إقليمية ودولية تمهيدًا لأي عملية إعادة إعمار قادمة، بحيث يُعاد توزيع السيطرة بين فصائل محلية بدعم خارجي يضمن بقاء النفوذ الإسرائيلي على الأرض.
إعادة الإعمار وتفتيت الجغرافيا
يتقاطع هذا المشهد مع خطط دولية لإطلاق عملية إعادة إعمار تدريجية تبدأ في المناطق التي تصفها إسرائيل بـ«الآمنة». ووفق هذه الرؤية، تُمنح المجموعات المحلية دورًا في إدارة الخدمات والأمن، وهو ما يفتح الباب أمام تقسيم فعلي للقطاع إلى مناطق خاضعة لنفوذ قوى متعددة.

ويرى خبراء أن هذا السيناريو قد يؤدي إلى واقع سياسي جديد يُضعف وحدة غزة، ويحوّلها إلى مناطق شبه مستقلة، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لأي مشروع وطني فلسطيني موحد.
أبعاد سياسية وأمنية خطيرة
من الناحية الأمنية، قد تجد إسرائيل في هذه الميليشيات فرصة لتقليل وجودها المباشر داخل القطاع، عبر وكلاء محليين يوفرون غطاءً لوجستيًا ومعلوماتيًا. أما سياسيًا، فإن بروز كيان إداري بديل عن حماس قد يُقدَّم على أنه خطوة نحو الاستقرار، لكنه في المقابل يرسّخ واقع التقسيم ويقضي على فكرة الدولة الفلسطينية الموحدة.
ويحذر مراقبون من أن استمرار هذه التحركات قد يؤدي إلى مواجهات داخلية بين الفصائل، ويفتح الباب أمام موجات جديدة من النزوح والتدهور الإنساني داخل القطاع المحاصر.
موقف الفصائل والتحذيرات العربية
حركة حماس أعلنت في أكثر من مناسبة رفضها القاطع لأي تشكيلات محلية تعمل بالتنسيق مع إسرائيل، ووصفتها بأنها «خيانة وطنية». وتشير مصادر محلية إلى اندلاع اشتباكات محدودة بين عناصر من هذه المجموعات وعناصر تابعة لحماس في بعض مناطق جنوب غزة، في محاولة من الحركة لإعادة فرض سيطرتها الميدانية.
في المقابل، تبدي أطراف عربية ودولية تحفظًا على أي مشاريع تقسيمية أو إعادة إعمار مشروطة بالسيطرة الإسرائيلية، مؤكدة أن ذلك يقوّض أسس حل الدولتين ويشرعن الاحتلال بأشكال جديدة.
مستقبل القطاع بين «الإعمار» و«التفكيك»
رغم غياب التأكيدات الرسمية بشأن حجم التنسيق والدعم، إلا أن المؤشرات المتزايدة تُظهر أن غزة تدخل مرحلة غامضة تتقاطع فيها المصالح العسكرية والسياسية والاقتصادية. وبينما يتحدث البعض عن بداية «غزة الجديدة»، يرى آخرون أنها مقدمة لتفتيت القطاع وتحويله إلى كيانات متنازعة تحت غطاء إعادة الإعمار.
يبقى السؤال المطروح اليوم: هل تمهد هذه التحركات لمستقبل أفضل لغزة، أم أنها تُعيد رسم حدودها السياسية بطريقة تُكرّس الانقسام وتُجهض حلم الوحدة الفلسطينية؟


















