واشنطن تُعد لمرحلة ”ما بعد مادورو”.. سيناريوهات اليوم التالي تُكتب سرًا داخل البيت الأبيض
كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعمل حاليًا على وضع خطط متكاملة لليوم التالي في حال سقوط الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، سواء عبر خروجه الطوعي أو إجباره على التنحي عقب عمل عسكري محتمل.
وتأتي هذه التحركات بعد أشهر من التصعيد الأمريكي الذي شهد نشر آلاف الجنود وإرسال مجموعة حاملة طائرات هجومية إلى البحر الكاريبي، إلى جانب تهديدات صريحة ومتكررة من ترامب ضد الزعيم الفنزويلي. ورغم أن واشنطن أعلنت علنًا أن الهدف من التواجد العسكري هو الحد من تهريب المخدرات، إلا أن مصادر رفيعة في الإدارة الأمريكية أكدت أن الهدف الحقيقي هو تعزيز الضغط لإزاحة مادورو.
خطط تُكتب بهدوء داخل البيت الأبيض
بحسب مسؤولَيْن كبيرين في الإدارة الأمريكية، يتم إعداد الخطط داخل مجلس الأمن الداخلي بالبيت الأبيض بقيادة ستيفن ميلر، وبمشاركة وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي بالإنابة ماركو روبيو، حيث يجري صياغة مجموعة واسعة من السيناريوهات للتعامل مع الفراغ السياسي المحتمل في حال اختفاء مادورو من المشهد.
وتشمل هذه السيناريوهات احتمال:
-
خروج مادورو عبر صفقة سياسية.
-
إجباره على الرحيل بعد ضربات أمريكية محدودة.
-
انهيار مفاجئ للنظام يؤدي لفوضى تحتاج إلى تدخل سريع.
وأكد مسؤول كبير في الإدارة أن ترامب "لن يطلق تهديدات من هذا النوع ما لم يكن يمتلك فريقًا جاهزًا بسلسلة من الخيارات لأي نتيجة".

مصالح أمريكية ضخمة.. وتخوف من تكرار "سيناريو العراق"
الجهات الأمريكية المعنية تدرك حجم التعقيد والخطورة داخل فنزويلا، وهو ما أكده الخبير مارك كانسيان، الذي قال إن الولايات المتحدة "لن تكرر خطأ العراق 2003 عندما لم تكن لديها خطة لما بعد إسقاط النظام".
ويشير الخبراء إلى أن واشنطن ستواجه أسئلة شائكة، أبرزها:
-
من يحكم فنزويلا في اليوم التالي؟
-
كيف ستتم إعادة الاعتراف الدولي بالنظام الجديد؟
-
متى وكيف ستُرفع العقوبات الاقتصادية؟
-
من سيقود عملية إعادة الإعمار في بلد منهار اقتصاديًا؟
معارضة مستعدة.. وواشنطن في وضع المراقب والفاعل
وفق مصادر مطلعة، تعمل المعارضة بقيادة ماريا كورينا ماتشادو وإدموندو غونزاليس على خطط مشابهة منذ سنوات، تشمل إصلاح الطاقة، الاقتصاد، الأمن، البنية التحتية، التعليم. وتم تقديم هذه الخطط لجهات داخل إدارة ترامب، لكنها لم تُدمج بشكل كامل في الخطط الأمريكية حتى الآن.
وتؤكد المعارضة أن:
-
ماتشادو ستتولى قيادة البلاد فور سقوط مادورو.
-
فنزويلا ستتعاون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة.
-
الحكومة الجديدة ستركز على إنهاء الكارثة الاقتصادية وعودة الاستقرار.
مكالمة ترامب ومادورو.. إنذار أخير
قبل أيام من تصنيف واشنطن مادورو وقيادات حكومته كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، تحدث ترامب هاتفيًا مع الرئيس الفنزويلي، وأبلغه صراحةً بأن "من مصلحته مغادرة البلاد". ووفق مسؤولين، أكد ترامب خلال الاتصال أن واشنطن ستواصل "تفجير القوارب" التي تنقل المخدرات، في إشارة واضحة إلى إمكانية التصعيد.
السيناريوهات المحتملة بعد سقوط مادورو
تشير المعلومات إلى أن إدارة ترامب تدرس 3 مسارات رئيسية:
1. انتقال للسلطة بقيادة المعارضة
الأكثر ترجيحًا ويدعمه الاعتراف الأمريكي السابق بغونزاليس كرئيس شرعي.
2. حكومة انتقالية مختلطة
تضم عناصر من المعارضة وأخرى من التشافيزية، وهو سيناريو معقد وقد يثير خلافات دولية حول الاعتراف بها.
3. انهيار أمني يتطلب تدخلًا أمريكيًا أو دوليًا محدودًا
لتأمين العاصمة وإعادة المؤسسات للعمل.
ويرى الخبراء أن خيار الحكومة المختلطة سيكون الأصعب، لأنه سيحدد:
-
توقيت رفع العقوبات.
-
حجم الدعم الاقتصادي الدولي.
-
نسب المشاركة في السلطة.
واشنطن تستعد لكل الاحتمالات
مع تزايد الضغوط الدولية على نظام مادورو، وتفاقم الأزمة الإنسانية، يبدو أن واشنطن تتحرك على مسارين متوازيين:
-
تصعيد سياسي وعسكري محسوب لإجبار مادورو على الرحيل.
-
إعداد هندسة سياسية جديدة لليوم التالي بما يمنع انزلاق فنزويلا إلى الفوضى.
ومع أن ترامب لم يحسم قراره النهائي بشأن استخدام القوة، إلا أن كل المؤشرات تؤكد أن الإدارة الأمريكية تعمل بجدية غير مسبوقة لوضع خريطة طريق كاملة لفنزويلا ما بعد مادورو.
















