«ثورة في علاج السمنة».. دواء تجريبي يعيد برمجة التمثيل الغذائي بدل كبح الشهية

على وقع الطفرة التي أحدثتها أدوية الـGLP-1 (مثل «ويغوفي») في إنقاص الوزن، يبرز مسارٌ علاجي مختلف تمامًا: عقار تجريبي يُدعى RES-010 يسعى لمعالجة جذور السمنة عبر إعادة برمجة مسارات الدهون والطاقة، لا عبر تقليل الشهية. الفكرة باختصار: تعطيل جزيء miR-22 المنظِّم لعمليات استقلاب الدهون وتكوّن الميتوكوندريا وتحويل الخلايا الدهنية البيضاء إلى «بُنية» أكثر حرقًا للطاقة.
الدواء صُمم لتقليل كتلة الدهون مع الحفاظ على الكتلة العضلية
تؤكد شركة Resalis Therapeutics المطوِّرة أن الدواء صُمم لتقليل كتلة الدهون مع الحفاظ على الكتلة العضلية—وهي نقطة ضعف معروفة لعلاجات إنقاص الوزن التقليدية. الشركة أعلنت بدء المرحلة الأولى من التجارب السريرية في هولندا بدراسة عشوائية مزدوجة التعمية تصل إلى 80 مشاركًا من الأصحاء وذوي فرط الوزن والسمنة، لتقييم السلامة والجرعات والحركيات الدوائية والمؤشرات المبكرة للفعالية. وتشير الجهة الناشرة لملخص الدراسة إلى أن أولى القراءات متوقع صدورها بداية 2026، ما ينسجم مع إعلان بدء المعالجة الأولى للمشاركين في نوفمبر 2024.
حققت الحيوانات المُعالجة حقنًا أسبوعيًّا فقدانًا تقريبيًّا بنحو 12% من الوزن
في النماذج قبل السريرية، حققت الحيوانات المُعالجة حقنًا أسبوعيًّا فقدانًا تقريبيًّا بنحو 12% من الوزن مقارنةً بالمجموعة الضابطة دون انخفاض في تناول الطعام—ما يدعم أن الآلية ليست كبح الشهية بل رفع كفاءة حرق الطاقة. كما لُوحظ غياب الارتداد السريع للوزن بعد إيقاف العلاج، وانتقائية أكبر لفقدان الدهون على حساب الكتلة الخالية من الدهون، بل وتكامل محتمل مع «سيماغلوتايد» في الرئيسيات غير البشرية.
تُبرز وثائق الشركة أن استهداف miR-22 يهدف إلى خفض كتلة الدهون مع صون العضلات، وتُظهر دراسة معملية مستقلة انخفاضًا ضئيلًا في الاستجابة المناعية لخليط RES-010 على خلايا دم بشرية معزولة—وهو مؤشر أمان مبكر يحتاج لتأكيد سريري. كما يجري تطوير نسخة احتياطية معدَّلة (RES-20) وتوسيع الشراكات التمويلية (منها استثمار استراتيجي من «سانوفي» أواخر 2024).
كشف الخفايا والدلالات
-
تغيير قواعد اللعبة: إن صحّت النتائج في البشر، فدواء لا يعتمد على مسارات الشهية قد يقلل مشكلة «استعادة الوزن» الشائعة بعد إيقاف GLP-1، لأنه يعمل «تحت الغطاء» على الميتوكوندريا وبُنية النسيج الدهني. لكن ذلك يبقى افتراضًا حتى تُثبت التجارب السريرية طويلة الأمد.
-
الحفاظ على العضلات: الانتقائية تجاه الدهون قد تمنح ميزة وظيفية وصحية مهمة مقارنة ببعض بروتوكولات إنقاص الوزن التي تُفقِد جزءًا من الكتلة العضلية.
-
التكامل لا الإحلال: بيانات الرئيسيات تُلمّح لإمكانية دمج RES-010 مع GLP-1 بجرعات/جداول أقل، بدل استبدالها فورًا—وهو سيناريو جذاب سريريًا واقتصاديًا إن تأكّد.
-
ملاحظات حذرة: خبراء تغذية وأيض يؤكدون أن خطاب «إعادة برمجة الأيض» يجب أن يُدعَم بقياسات مباشرة لوظائف الميتوكوندريا وبُنية النسيج الدهني في البشر، وأن طريق الاعتماد لا يزال في بداياته (المرحلة الأولى).
ضبط شبكات الدهون والطاقة بما قد يمنح فقدان وزن مستدامًا مع حماية العضلات.
RES-010 يمثل توجّهًا مختلفًا: استهداف miR-22 لإعادة ضبط شبكات الدهون والطاقة بما قد يمنح فقدان وزن مستدامًا مع حماية العضلات. لكن بين التفاؤل العلمي وعبور الاختبارات السريرية مسافةٌ لا تختصرها العناوين البراقة؛ المعركة الحقيقية ستكون في بيانات السلامة والفعالية على البشر خلال 2025–2026. حتى ذلك الحين، تبقى هذه المقاربة واعدة—لكنها ليست «دواءً سحريًا» بعد.