70 ضربة أمريكية في عمق سوريا ضد داعش.. فيديوهات من البنتاغون وبيان سوري يدعو للتعاون الدولي
في تصعيد عسكري واسع يعكس عودة ملف مكافحة تنظيم داعش إلى واجهة الأحداث الإقليمية، أعلنت وزارة الحرب الأمريكية بث فيديوهات رسمية للضربات الجوية التي نُفذت داخل الأراضي السورية، مؤكدة أن القوات الأمريكية قصفت نحو 70 موقعًا تابعًا لتنظيم داعش في مناطق متفرقة من سوريا، وذلك ضمن عملية عسكرية تحمل اسم HAWKEYE STRIKE (ضربة الهوك آي).
التطورات الميدانية تزامنت مع بيان رسمي لوزارة الخارجية السورية، شددت فيه دمشق على التزامها الثابت بمحاربة تنظيم داعش، ودعت الولايات المتحدة والتحالف الدولي إلى دعم الجهود السورية بدل العمل المنفرد، في مشهد سياسي وأمني بالغ التعقيد.
وزارة الحرب الأمريكية تبث فيديوهات الغارات
مشاهد مباشرة من ساحة العمليات
نشرت وزارة الحرب الأمريكية مقاطع مصورة تُظهر:
-
ضربات جوية دقيقة استهدفت مواقع وتجمعات لداعش
-
تدمير مخازن أسلحة ومراكز تحرك في البادية السورية
-
عمليات قصف ليلي ونهاري نفذتها طائرات التحالف
وأكدت واشنطن أن نحو 70 موقعًا تم استهدافها داخل الأراضي السورية، في واحدة من أوسع الضربات الأمريكية ضد التنظيم خلال الفترة الأخيرة.
عملية HAWKEYE STRIKE.. «إعلان انتقام لا حرب»
ردًا على هجوم تدمر

أعلن بيت هيغسيث، وزير الحرب الأمريكي، فجر اليوم السبت، بدء عملية HAWKEYE STRIKE، موضحًا أنها جاءت:
-
ردًا مباشرًا على الهجوم الذي وقع في تدمر الأسبوع الماضي
-
بعد مقتل جنود أمريكيين في كمين نصبه عناصر داعش
وقال هيغسيث في تصريح لافت:
«هذه ليست بداية حرب، إنها إعلان انتقام. الولايات المتحدة، تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب، لن تتردد ولن تتراجع عن الدفاع عن شعبها».
ترامب في خلفية القرار
التصريحات حملت بصمة واضحة لنهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القائم على الرد العسكري السريع والحاسم دون الدخول في مسارات دبلوماسية مطولة عندما يتعلق الأمر بأمن القوات الأمريكية.
بيان الخارجية السورية: تعزية ودعوة للتنسيق
دمشق تنعى الضحايا وتؤكد موقفها
في بيان نشرته عبر منصة إكس، أعلنت وزارة الخارجية السورية:
«تتقدم الجمهورية العربية السورية بتعازيها الحارة لعائلات الضحايا من رجال الأمن السوريين والأمريكيين الذين قتلوا في الهجمات الإرهابية التي وقعت في تدمر وشمال سوريا الأسبوع الماضي».
وأكد البيان أن هذه الخسائر:
-
تُبرز الحاجة الملحة إلى تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب
-
تعكس خطورة عودة نشاط داعش في بعض المناطق
التزام سوري معلن بمحاربة داعش
شددت الخارجية السورية على:
-
التزام سوريا الثابت بمكافحة تنظيم داعش
-
ضمان عدم وجود أي ملاذات آمنة له داخل الأراضي السورية
-
الاستمرار في تكثيف العمليات العسكرية ضد التنظيم في جميع المناطق التي يهددها
وختم البيان بدعوة مباشرة:
«تدعو الجمهورية العربية السورية الولايات المتحدة والدول الأعضاء في التحالف الدولي للانضمام إلى دعم جهود الجمهورية في مكافحة الإرهاب، بما يسهم في حماية المدنيين واستعادة الأمن والاستقرار».
خسائر أمريكية في تدمر.. الكمين الذي فجّر التصعيد
قتلى وجرحى في صفوف القوات الأمريكية
كان البنتاغون قد أعلن، السبت الماضي:
-
مقتل جنديين أمريكيين
-
ومترجم مدني
-
وإصابة 3 آخرين
وذلك خلال عملية ضد تنظيم داعش في مدينة تدمر وسط سوريا.
كمين داعشي وتصفيته
من جهتها، أكدت القيادة المركزية الأمريكية أن:
-
الهجوم نُفذ عبر كمين نصبه مسلح تابع لداعش
-
القوات الأمريكية اشتبكت مع المهاجم
-
وتمت تصفية العنصر الداعشي في الموقع
هذا الهجوم شكّل الشرارة المباشرة لتوسيع نطاق الضربات الأمريكية.
لماذا 70 موقعًا دفعة واحدة؟
رسالة ردع متعددة الاتجاهات
يرى محللون عسكريون أن استهداف هذا العدد الكبير من المواقع يهدف إلى:
-
شلّ البنية التحتية اللوجستية لداعش
-
منع التنظيم من إعادة ترتيب صفوفه
-
توجيه رسالة ردع قوية لأي خلايا نائمة
كما يحمل رسالة سياسية مفادها أن واشنطن لا تزال لاعبًا عسكريًا فاعلًا في الساحة السورية.
سوريا بين السيادة والتنسيق الدولي
موقف دمشق: نرحب بالتعاون لا بالتجاوز
البيان السوري عكس موقفًا مزدوجًا:
-
رفض ضمني لأي عمل عسكري يتم خارج التنسيق
-
استعداد للتعاون الدولي إذا كان ضمن إطار دعم الدولة السورية
ويرى مراقبون أن دمشق تحاول:
-
استثمار الضربات الأمريكية سياسيًا
-
إعادة طرح نفسها شريكًا أساسيًا في ملف مكافحة الإرهاب
هل تعود داعش بقوة؟
خطر الخلايا النائمة
رغم الهزائم التي تلقاها التنظيم خلال السنوات الماضية، تشير تقارير أمنية إلى:
-
نشاط متزايد لخلايا داعش في البادية السورية
-
استغلال الفراغات الأمنية
-
شن هجمات خاطفة ضد قوات محلية ودولية
ما يجعل الضربات الحالية جزءًا من معركة طويلة الأمد.
تصعيد عسكري ورسائل سياسية متشابكة
بين فيديوهات القصف الأمريكية، وبيان دمشق الداعي للتعاون، وتصريحات واشنطن التي تصف العملية بأنها انتقام لا حرب، تقف سوريا مجددًا في قلب صراع دولي معقّد، عنوانه المعلن مكافحة داعش، لكن خلفه حسابات سياسية وأمنية أوسع.
ويبقى السؤال المفتوح:
هل تنجح هذه الضربات في تحجيم التنظيم نهائيًا؟ أم أن المعركة ضد داعش في سوريا ما زالت طويلة ومفتوحة على كل الاحتمالات؟












