شهرة مفاجئة وفيديو مسرّب!».. هل تحولت قصص افلام عرف النوم إلى سيناريوهات مقصودة لصناعة الترند؟
في كل فترة، تعود إلى السطح حكاية جديدة ببطلة مختلفة، لكنها تدور في الفلك نفسه: فيديو خاص، تصوير «بدافع الذكرى»، ثم تسريب «غـامض»، يتبعه نفي، وصدمة، وتعاطف واسع، ثم شهرة مفاجئة تتصدر مواقع التواصل. ومع تكرار المشهد، بات السؤال مشروعًا: هل هذه القصص عفوية فعلًا، أم أنها أصبحت نمطًا مقصودًا لصناعة الترند؟
من الخصوصية إلى الترند
اللافت أن الرواية تكاد تكون واحدة:
«كان بيصورني للذكرى»،
«علشان كل ما يشتاق يشوف الفيديو»،
ثم: «مش عارفة اتسرب إزاي».
هذه الجُمل تحولت بمرور الوقت إلى قالب جاهز، يسبق غالبًا انفجار التفاعل الرقمي، وتحوّل الاسم إلى حديث الساعة، سواء بتعاطف أو جدل أو هجوم.
لماذا تتكرر الحكاية؟
يرى متابعون أن اقتصاد السوشيال ميديا يكافئ الصدمة، ويمنح الضوء لمن يثير الجدل أكثر مما يكافئ المحتوى الهادئ. وفي ظل سباق المشاهدات، تصبح القصص المثيرة — حتى لو كانت مأساوية — أسرع طريق للانتشار. هنا، لا تعود المسألة مجرد «تسريب»، بل منظومة تفاعل تُضخّم الحدث وتعيد تدويره.
بين الضحية والسيناريو
لا يمكن إنكار وجود ضحايا حقيقيين لانتهاك الخصوصية، ولا يجوز التشكيك في كل قصة. لكن في المقابل، تكرار النمط، وتوقيت الظهور، وطريقة السرد، كلها عناصر تثير الريبة لدى الجمهور. السؤال لا يستهدف أشخاصًا بعينهم، بقدر ما يحاول فهم الآلية:
هل باتت بعض القصص تُدار إعلاميًا لتوليد التعاطف، ثم حصد المتابعة، وربما الانتقال لاحقًا إلى فرص ربح وشهرة؟

السوشيال ميديا: محكمة بلا قاضٍ
المفارقة أن المنصات تحوّلت إلى محكمة شعبية: اتهام، دفاع، تعاطف، وسخرية — في ساعات قليلة. وبين هذا كله، تضيع الحقيقة، ويُستبدل التحقيق بالترند، والخصوصية بالفضول الجماعي.
أين المسؤولية؟
المسؤولية مشتركة:
-
الأفراد: وعي أكبر بالخصوصية الرقمية ومخاطر التسجيل.
-
المنصات: سرعة الاستجابة لإزالة المحتوى المنتهك.
-
الإعلام: تغطية مسؤولة لا تُكافئ الانتهاك بالمزيد من الانتشار.
-
القانون: ردع واضح يحمي الضحايا ويحاسب المتورطين.
تحويل انتهاك الخصوصية إلى وسيلة شهرة
ليست كل قصة «مقصودة»، لكن تحوّل النمط إلى قالب متكرر يجعل التساؤل منطقيًا. ما بين ضحية حقيقية وسيناريو مُدار، يبقى الأهم: عدم تحويل انتهاك الخصوصية إلى وسيلة شهرة، وعدم مكافأة الصدمة على حساب الحقيقة والإنسان.
















