السودان.. ظهور عبد الرحيم دقلو في هجليج ينهي شائعات وفاته ويعيد ملف النفط إلى الواجهة
تداولت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية فيديو جديد يظهر عبد الرحيم دقلو، القائد الثاني لـقوات الدعم السريع في السودان، أثناء جولة ميدانية داخل مناطق وحقول النفط في هجليج بولاية جنوب كردفان، في ظهور هو الأول له منذ انتشار شائعات واسعة عن وفاته وتدهور حالته الصحية.
ويأتي هذا الظهور في توقيت بالغ الحساسية، وسط تصعيد عسكري متواصل في إقليم كردفان، وصراع محتدم للسيطرة على المناطق ذات الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية، وعلى رأسها مناطق إنتاج النفط.
فيديو عبد الرحيم دقلو في هجليج
ظهور ميداني بعد شائعات الوفاة
أظهر الفيديو المتداول الفريق عبد الرحيم دقلو داخل أحد المواقع النفطية في منطقة هجليج، حيث بدا وهو يتفقد الأوضاع الأمنية ومناطق الإنتاج، مؤكدًا – بحسب ما ورد في المقطع – أن قواته تتابع عن كثب تطورات الوضع في مواقع النفط.
ويُعد هذا الظهور نفيًا عمليًا للمزاعم التي راجت خلال الفترة الماضية حول وفاته أو خروجه من المشهد بسبب وضع صحي حرج، وهي شائعات أثارت جدلًا واسعًا داخل السودان وخارجه.
تفقد حقول النفط برفقة قيادات ميدانية
تأكيد السيطرة وتأمين المواقع
ووثّق المقطع الذي نشرته قوات الدعم السريع جولة عبد الرحيم دقلو في مناطق وحقول النفط في هجليج، برفقة:
-
والي المنطقة
-
عدد من القادة الميدانيين
-
العقيد جمعة، الذي أعلن استلام مواقع البترول وتأمينها بالكامل
وخلال الجولة، تم التأكيد على إحكام السيطرة العسكرية على الحقول النفطية، في ظل انسحاب القوات الحكومية والعاملين من المنطقة، وفق ما أعلنته قوات الدعم السريع.

رسائل عسكرية وسياسية في خطاب دقلو
توعد بمواصلة القتال وحديث عن “تحولات أكبر”
خلال مخاطبته قواته، أطلق عبد الرحيم دقلو تصريحات تصعيدية، أكد فيها أن:
-
قوات الدعم السريع ماضية في مواصلة العمليات العسكرية
-
ما يجري حاليًا يمثل “بداية لتحولات أكبر” في السودان
-
إعادة الإعمار ستستمر رغم الدمار الذي تشهده بعض المناطق
وأشار دقلو إلى أن المشاهد التي رآها خلال جولته في هجليج تعكس حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون، داعيًا قواته إلى الصمود والقتال، ومؤكدًا أن قواته لن تتراجع عن ما وصفه بـ**“حق الشعب السوداني في موارده”**.
أهمية حقل هجليج النفطية
عقدة استراتيجية بين السودان وجنوب السودان
تُعد منطقة هجليج واحدة من أهم مناطق إنتاج النفط في السودان وجنوب السودان، وتقع بالقرب من الحدود بين البلدين، وتضم:
-
المنشأة الرئيسية لمعالجة نفط دولة جنوب السودان
-
خطوط الأنابيب التي يعتمد عليها جنوب السودان بشكل شبه كامل لتصدير نفطه
ويمثل نفط جنوب السودان أحد أهم مصادر الدخل القومي للدولة، حيث يتم تصديره عبر الأنابيب العابرة للأراضي السودانية وصولًا إلى موانئ البحر الأحمر، ومن ثم إلى الأسواق العالمية.
تأثير الحرب على نفط جنوب السودان
خسائر اقتصادية وتعطيل متكرر للإمدادات
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تعرضت تدفقات نفط جنوب السودان لتعطيل متكرر، بعدما كانت تبلغ في المتوسط:
-
ما بين 100 إلى 150 ألف برميل يوميًا قبل الصراع
ويُنظر إلى السيطرة على هجليج باعتبارها ورقة ضغط اقتصادية وسياسية بالغة التأثير في مسار الصراع السوداني، وفي علاقات السودان الإقليمية.
دلالات الظهور في هذا التوقيت
رسالة قوة أم محاولة تثبيت نفوذ؟
يرى مراقبون أن ظهور عبد الرحيم دقلو في هجليج يحمل عدة دلالات، من أبرزها:
-
نفي شائعات الوفاة بشكل مباشر
-
توجيه رسالة قوة ميدانية للخصوم
-
تثبيت السيطرة على الموارد الاستراتيجية
-
رفع معنويات المقاتلين في مرحلة حرجة من الصراع
كما يعكس الفيديو أهمية النفط كعامل حاسم في الحرب الدائرة، وليس مجرد مورد اقتصادي.
صراع علي الثروة
النفط في قلب الصراع السوداني
يؤكد ظهور عبد الرحيم دقلو في هجليج أن الصراع في السودان لم يعد عسكريًا فقط، بل بات صراعًا على الموارد والثروة، وفي مقدمتها النفط. وبين شائعات الوفاة، ورسائل القوة، ومعركة السيطرة على الحقول النفطية، تظل هجليج واحدة من أخطر بؤر التوتر في المشهد السوداني الراهن.
















