مصر تجدد دعمها لتحقيق السلام في السودان وتؤكد: وحدة البلاد خط أحمر
جددت مصر، اليوم الخميس، تأكيدها على دعمها الكامل للرؤية التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والهادفة إلى تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في السودان، في ظل استمرار الحرب التي ألقت بظلالها الثقيلة على ملايين السودانيين، وتهدد مستقبل الدولة ووحدتها الإقليمية.
ويأتي الموقف المصري في توقيت بالغ الحساسية، مع تصاعد الدعوات الدولية لوقف النزاع، وتزايد التحذيرات من انهيار شامل للأوضاع الإنسانية والأمنية في السودان، وسط قناعة متنامية بأن الحل العسكري لم يعد خيارًا قابلًا للاستمرار.
القاهرة: وحدة السودان وسلامة أراضيه أولوية لا تقبل المساومة
وأكد بيان صادر عن رئاسة الجمهورية المصرية أهمية الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، مشددًا على رفض أي محاولات للعبث بمقدرات الدولة السودانية أو استنزاف ثرواتها، بما يهدد كيانها الوطني أو مستقبل شعبها.

وشددت مصر على أن استقرار السودان ليس فقط شأنًا داخليًا، بل يمثل ركيزة أساسية لأمن واستقرار الإقليم بأكمله، خاصة في ظل الترابط الجغرافي والتاريخي بين البلدين.
التزام مصري بمسار الرباعية الدولية ووقف إطلاق النار
وأوضح البيان أن مصر تؤكد حرصها الكامل على استمرار العمل ضمن إطار الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة، والسعودية، والإمارات، ومصر، بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية شاملة تمهد الطريق لوقف دائم لإطلاق النار.
ويتضمن هذا المسار، وفق الرؤية المصرية، إنشاء ملاذات وممرات إنسانية آمنة، بما يضمن حماية المدنيين السودانيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، في ظل أوضاع وُصفت بأنها من بين الأسوأ عالميًا.
خارطة الرباعية.. دعم دولي واسع وآمال معلقة
ومنذ إطلاق خارطة طريق الرباعية الدولية في سبتمبر/ أيلول الماضي، توالت الإعلانات الدولية المؤيدة لها، باعتبارها الخطة الأكثر وضوحًا وواقعية لإنهاء الحرب المستمرة في السودان، ووضع حد لمعاناة المدنيين.
ويرى مراقبون أن هذا المسار يمكن أن يشكل قاعدة صلبة للانطلاق نحو حل سياسي شامل، إذا ما توفرت الإرادة السياسية الجادة لدى الأطراف السودانية المتصارعة، بعيدًا عن حسابات السلطة والسلاح.

رفض داخلي يعزل بورتسودان عن الإرادة الشعبية
ورغم الترحيب الدولي الواسع بخارطة الرباعية، يظل الموقف الرافض لإنهاء الحرب داخل معسكر السلطة في بورتسودان محل انتقاد متزايد، حيث اعتبره مراقبون موقفًا معزولًا عن تطلعات ملايين السودانيين الباحثين عن الأمن والاستقرار.
ويربط محللون هذا الرفض بما وصفوه بـ هيمنة جماعة الإخوان في السودان على القرار السياسي، وتأثيرها المباشر على حكومة بورتسودان والجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الذي سبق أن رفض مقترحات أمريكية لوقف إطلاق النار وبدء مسار تفاوضي ينتهي بتسليم السلطة للمدنيين.
مصر: الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنقاذ السودان
وتؤكد القاهرة، في كل تحركاتها، أن الحل السياسي الشامل هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة السودانية، ووقف نزيف الدم، والحفاظ على مؤسسات الدولة، ومنع انزلاق البلاد نحو سيناريوهات التفكك والفوضى.
ويعكس الموقف المصري التزامًا ثابتًا بدعم الدولة الوطنية السودانية، ورفض أي مشاريع تؤدي إلى تقسيمها أو إطالة أمد الصراع، مع التأكيد على أن الاستقرار الحقيقي لا يتحقق إلا عبر توافق وطني شامل يلبي تطلعات الشعب السوداني.
















