يوسف بين الحياة والموت.. طفل طُعن في القلب وهو يدافع عن شرف أخته وأم تناجي الله ليلًا ونهارًا
في أحد أركان المستشفى، حيث تختلط رائحة المطهّرات بالدعاء، تجلس أمٌ مكسورة القلب، لا يفصلها عن ابنها سوى سرير أبيض وأجهزة تصدر أصواتًا بطيئة تُعلن أن الحياة ما زالت تقاوم.
هناك، ترابط أم يوسف بجوار طفلها، قطعة من روحها، تقرأ له القرآن بصوت مرتعش، وتناجي رب العباد بدموع لا تجف، علّ معجزة تنقذه من بين يدي الموت.
يوسف… طفل لم يحمل سلاحًا، ولم يعرف العنف، لكنه حمل في قلبه شجاعة أكبر من عمره، ودفع ثمنها طعنة نافذة في القلب.
يوسف لم يكن يبحث عن بطولة
لم يكن يوسف بطل فيلم، ولا شابًا مدرّبًا على القتال، بل طفلًا بسيطًا، ذنبه الوحيد أنه رفض الصمت.
رفض أن يرى أخته تُضايق يوميًا، تُلاحق بنظرات وكلمات ومعاكسات من ولد آخر، اعتاد أن يطاردها ويكسر طمأنينتها.
يوسف لم يحتمل.
لم يحتمل خوف أخته، ولا دمعتها المكتومة، ولا عودتها إلى البيت صامتة مكسورة.
وقف في وجهه…
وقف كأخ، لا يعرف الحسابات، ولا يتوقع النهاية.
الطعنة التي غيّرت كل شيء
في لحظة غضب، تحولت الكلمات إلى عنف، وتحولت المواجهة إلى مأساة.
سكين خرجت فجأة، وطعنة واحدة كانت كفيلة بأن تسقط يوسف أرضًا، طعنة نافذة في القلب.
قلب طفل…
قلب كان مليئًا بالبراءة، توقف بين نبضة وأخرى.
منذ تلك اللحظة، تغيّر كل شيء.
أم يوسف.. أم تُختبر في أصعب امتحان
أم يوسف لم تغادر مكانها.
تجلس بجواره ليلًا ونهارًا، لا تنام إلا دقائق، تمسك يده، تهمس باسمه، تقرأ له القرآن، وتبكي بصمت كي لا يضعف.
تقول لكل من يراها:
“يوسف ابني حالته وحشة وصعبة جدًا…
والله ما لينا غير ربنا.”
هي لا تطلب مالًا، ولا شهرة، ولا ضجيجًا.
كل ما تطلبه دعوة صادقة.
“عاوزة كل أم تحس بيا”
أم يوسف لا تخاطب الناس فقط، بل تخاطب القلوب:
-
كل أم تخاف على ابنها
-
كل أب يخشى كسر أولاده
-
كل إنسان يعرف معنى أن ترى روحك تنزف أمامك
تقول:
“عاوزة كل أم تحس بيا، وكل أب يحس بيا، ويدعوا ليوسف…
دعوة الطيبين يمكن تكون المنجية.”
يوسف بين السماء والأرض
الأطباء يبذلون ما في وسعهم، لكن الحقيقة واضحة:
الحالة حرجة، والنجاة بيد الله وحده.
يوسف الآن بين السماء والأرض،
بين دعاء أم لا تنقطع،
وقلب صغير يقاوم بكل ما أوتي من قوة.
رسالة إنسانية
يوسف لم يكن معتديًا،
لم يكن مجرمًا،
كان فقط أخًا دافع عن أخته.
وفي زمن كثُر فيه الصمت،
دفع يوسف ثمن الكلام…
وثمن الشجاعة.
دعاء من القلب
إن كنت تقرأ هذه السطور الآن،
توقّف لحظة…
ارفع يديك…
وادعُ ليوسف.
دعوة صادقة،
قد تكون الفارق بين الحياة والموت.





