شلل في المستشفيات الإسرائيلية بسبب موجة إنفلونزا شرسة.. وتحذيرات من “وباء قادم
تشهد إسرائيل منذ بداية شهر ديسمبر موجة إنفلونزا شديدة وغير مسبوقة أدت إلى شلل كامل في المستشفيات وبلوغ نسب الإشغال في الأقسام الداخلية إلى مستويات خطيرة تجاوزت 100% في عدد من المراكز الطبية الكبرى. وتأتي هذه الموجة المبكرة في وقت لا تزال فيه المنظومة الصحية تعاني من إرهاق طويل الأمد بسبب جائحة كورونا، ما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا وصعوبة مع تزايد أعداد الإصابات والوفيات خلال الأيام الماضية.
التحذيرات الصادرة عن الأطباء ووزارة الصحة الإسرائيلية تشير إلى أن البلاد قد تواجه شتاءً صحياً قاسياً، مع احتمال تفاقم الوضع ووصوله إلى مستويات وبائية عالمية مشابهة لما يحدث في أوروبا والولايات المتحدة واليابان.
أقسام داخلية مكتظّة بالكامل.. أرقام تكشف خطورة الأزمة
سوروكا وبيلينسون.. نسبة إشغال تتجاوز 100%
في مستشفى سوروكا في بئر السبع لا توجد أي أسرّة شاغرة، فيما سجل مستشفى بيلينسون في بتاح تكفا نسبة إشغال بلغت 107%، واضطر الطاقم الطبي إلى وضع المرضى في الممرات بسبب انعدام الأماكن.
اكتظاظ مماثل في مستشفيات أخرى
-
مستشفى كرمل في حيفا: إشغال 100%
-
مستشفى شيبا – تل هشومير: إشغال 95%
وهي نسب تعكس وصول المستشفيات إلى نقطة الانفجار قبل بداية الشتاء الفعلي.
شهادات من داخل المستشفيات.. “القسم منفجر والطاقم منهار”
قالت ممرضة تعمل في أحد الأقسام الداخلية لصحيفة “معاريف”:
"القسم منفجر تماماً، وضعنا مريضاً في غرفة الطعام، وربما نضطر لتحويل ممر آخر لمريض إضافي. الطاقم التمريضي منهار، بعضنا مريض وبعضنا غائب بسبب أطفال مرضى، والشتاء لم يبدأ بعد."
هذا الوضع يعكس حجم الضغط الهائل على الكوادر الطبية المنهكة أصلًا، في ظل ارتفاع مفاجئ وسريع بعدد الحالات.
ارتفاع وفيات الأطفال وتحذيرات من “وباء إنفلونزا مجنون”

حذّرت طبيبة بارزة في مستشفى إيخيلوف بتل أبيب من أن:
"الشتاء هذا متطرف… ثلاثة أطفال توفوا الأسبوع الماضي بسبب مضاعفات الإنفلونزا."
وأضافت أن البلاد تواجه وباء إنفلونزا خطيراً سيؤدي إلى خسائر أكبر إذا لم ترتفع نسبة التحصين بشكل عاجل.
نسب تحصين متدنية رغم تفاقم الإصابات
أرقام صادمة
-
نسبة التحصين العامة: 15% فقط
-
بين الأطفال: أقل من 10%
-
بين كبار السن: أقل من 50%
ورغم ارتفاع الإقبال على اللقاح بنسبة 30–40% في الأسابيع الأخيرة، فإن ذلك لا يكفي لمواجهة السلالة الحالية.
H3: توصية نادرة من وزارة الصحة
للمرة الأولى، يوصي فريق مكافحة الأوبئة في وزارة الصحة الإسرائيلية بتحصين جميع السكان وليس فقط الفئات الأكثر عرضة للخطر.
سلالة H3N2-K شديدة العدوى تهيمن على المشهد
تنتشر حاليًا في إسرائيل السلالة الفرعية H3N2-K، التي تتميز بـ:
-
قدرة عالية على الانتشار
-
تهرب جزئي من المناعة
-
تسبب موجات شديدة أيضًا في أوروبا والولايات المتحدة واليابان
هذه الخصائص تفسّر الزيادة السريعة في عدد الإصابات والاستشفاء خلال فترة قصيرة.
أزمة محلية ضمن سياق عالمي متدهور
أوروبا وبريطانيا
ارتفاع كبير في حالات الاستشفاء، تجاوز 50% في بريطانيا خلال أسابيع قليلة.
الولايات المتحدة
مئات الآلاف أصيبوا، آلاف نقلوا إلى المستشفيات، وأكثر من 300 وفاة حتى الآن.
اليابان
إغلاق مدارس، وارتفاع معدلات العدوى فوق مستويات الإنذار في معظم المحافظات.
عودة الكمامات في عدة دول
بعض الدول أعادت فرض الكمامات في المستشفيات والأماكن المغلقة، مثل:
-
إسبانيا (كتالونيا)
-
بريطانيا
-
نيويورك
-
واشنطن
موجة إنفلونزا مبكرة وشديدة تهدد بكارثة صحية
تواجه إسرائيل موجة إنفلونزا مبكرة وشديدة تهدد بكارثة صحية إذا استمرت نسب التحصين المنخفضة والاكتظاظ غير المسبوق في المستشفيات. ومع انتشار سلالة H3N2-K سريعة العدوى، وتحذيرات الأطباء من إمكانية فقدان المزيد من الأرواح، يبدو أن الأسابيع المقبلة ستكون اختبارًا عسيرًا للمنظومة الصحية الإسرائيلية وللدول حول العالم التي تواجه نفس الموجة الشرسة.




