الخارجية الأمريكية تدعو إلى هدنة إنسانية في السودان لمدة 3 أشهر… ضغوط دولية تتصاعد لإنهاء معاناة المدنيين
في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان، دعت وزارة الخارجية الأمريكية رسميًا إلى هدنة إنسانية شاملة لمدة 3 أشهر، في محاولة لوقف الانهيار المتسارع الذي يعيشه المدنيون تحت وطأة المعارك المتواصلة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
الدعوة الأمريكية جاءت في وقت يشهد فيه السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تتفاقم معاناة المدنيين من نقص الغذاء والدواء، وانهيار الخدمات، وامتداد العمليات العسكرية إلى مناطق جديدة كانت في السابق بعيدة عن خطوط النار.

واشنطن: لا بديل عن وقف فوري لإطلاق النار
أكد بيان الخارجية الأمريكية أن الوضع في السودان "وصل إلى مستوى لا يمكن احتماله"، وأن استمرار القتال يهدد بحدوث كارثة إنسانية غير مسبوقة في القارة الإفريقية، مشددة على أن:
"هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر باتت ضرورة عاجلة لإنقاذ حياة ملايين المدنيين الذين علقوا في دائرة النار."
وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ودول الجوار، للضغط على الأطراف المتحاربة من أجل الالتزام بوقف العمليات القتالية.
كارثة إنسانية متفاقمة… والمدنيون يدفعون الثمن
تشير تقارير أممية إلى أن السودان يواجه:
-
أكبر موجة نزوح داخلي في العالم
-
انهيار المستشفيات ونقص حاد في الأدوية
-
تفشي الأوبئة بسبب تلوث المياه
-
ارتفاع معدلات الجوع إلى مستويات حرجة
-
انقطاع الخدمات الأساسية في عدد كبير من المدن
وتحذر المنظمات الدولية من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى "انهيار شامل" للمنظومة الإنسانية.
ضغوط متزايدة على الأطراف السودانية
الدعوة الأمريكية تأتي ضمن سلسلة تحركات دولية، حيث سبق أن طالبت:
-
الأمم المتحدة
-
الاتحاد الإفريقي
-
الإيغاد
-
الاتحاد الأوروبي
بوقف القتال فورًا، وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية.
لكن رغم هذه الدعوات، تستمر الاشتباكات في عدة ولايات، مما أدى إلى تعثر جهود الوساطة أكثر من مرة.
3 أشهر… لماذا هذا التوقيت؟

توضح مصادر دبلوماسية أن اختيار مدة ثلاثة أشهر يرجع إلى:
-
الحاجة لفتح ممرات إنسانية واسعة لإيصال الغذاء والدواء
-
السماح للمنظمات الدولية بإعادة تشغيل مقراتها
-
احتواء تفشي الأمراض خلال موسم الأمطار
-
التمهيد لعودة المفاوضات السياسية بين الأطراف
وتؤكد واشنطن أن هذه الهدنة ليست بديلاً عن حل سياسي شامل، لكنها خطوة اضطرارية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
هل تستجيب الأطراف المتحاربة؟
حتى الآن، لم تعلن القوات المسلحة السودانية ولا قوات الدعم السريع موافقتهما على الهدنة.
وتشير معلومات أولية إلى وجود ضغوط إقليمية على الطرفين، خاصة من دول الجوار التي تتخوف من اتساع رقعة النزوح والقتال.
المجتمع الدولي يلوّح… والسودان ينتظر
يبقى السؤال المطروح:
هل تنجح هذه الدعوة في وقف نزيف الدم السوداني، أم ستكون مجرد بيان آخر ينضم إلى سجل النداءات غير المُلزِمة؟
المؤكد أن الشعب السوداني هو الخاسر الأكبر، وأن أي تأخير في وقف القتال سيقود البلاد إلى وضع لا يمكن العودة منه.
















