نرمين نبيل تكتب العملات الرقمية في مصر.. تكنولوجيا المستقبل العالقة بين غياب التشريع و الخوف !1
في الوقت الذي يعاد فيه تشكيل خريطة الاقتصاد العالمي على اساس التكنولوجيا تقف العملات الرقمية في مصر عند باب مغلق لا يفتح ولا يغلق تماما لا اعتراف قانوني ولا حظر صريح لكن النتيجة واحدة تعطيل كامل في دولة تراقب المستقبل من بعيد بدل ان تكون جزءا منه البيتكوين لم تعد تجربة مراهقة في عالم المال بل اصبحت اداة استثمار ومجالا اقتصاديا يكبر خارج حدود الدول التي تختار الانعزال بدل التكيف
العملات الرقمية لم تعد تجربة.. بل اقتصاد عالمي صاعد
الموقف الرسمي من العملات الرقمية في مصر يقوم على سياسة الهروب لا على سياسة الادارة، تحذيرات متكررة من البنك المركزي وتخويف دائم للمواطن من تهديدات عامة دون تقديم بديل او اطار قانوني واضح والنتيجة ان السوق موجود لكنه يعمل في الظل بعيدا عن عين الدولة وبعيدا عن اي رقابة بينما يستمر نزيف الفرص بلا حساب
فرصة استراتيجية تستحق الاحتضان والتنظيم
الخطاب الحكومي يصور العملات الرقمية كخطر داهم على الامن الاقتصادي بينما تتعامل معها دول اخرى كفرصة استراتيجية تستحق الاحتضان والتنظيم المفارقة ان الخوف من غسل الاموال والتهرب الضريبي يستخدم كذريعة للمنع في حين ان التنظيم كان كفيلا بتحويل هذه المخاوف الى مصادر قوة عبر المراقبة والضرائب والتقنين لكن اسهل الحلول دائما هو المنع وليس البناء
الطريق الصحيح ليس المنع بل التقنين ليس رفع الاصبع في وجه التكنولوجيا بل مد اليد لفهمها ليس التخويف بل التشريع وليس الهروب من المستقبل بل ادارته انشاء اطار قانوني واضح وفتح المجال امام الشركات الناشئة ودمج هذا الاقتصاد الجديد داخل الدولة هو السبيل الوحيد لاستعادة السيطرة بدل فقدانها في الظل
الطريق الصحيح: التنظيم لا الحظر
تعطيل العملات الرقمية ليس حماية للاقتصاد بل خنق له فمنع التكنولوجيا لم يوقف استخدامها بل دفعها الى الخفاء وحرم الدولة من السيطرة عليها والاهم انه حرم الشباب من الدخول في واحدة من اكبر اسواق المستقبل
الواقع ان الدولة لا تخشى العملات الرقمية بقدر ما تخشى ما تمثله من استقلال مالي خارج المنظومة التقليدية هذه العملات تنزع القداسة عن البنوك وتكسر احتكار السلطة على المال وهذا ما يجعلها مقلقة اكثر من كونها خطرة
وهنا يصبح السؤال ابسط واوضح هل سنظل نغلق الباب على العالم ام نقرر اخيرا فتح نافذة على الغد
العملات الرقمية لن تنتظر موافقة احد والعالم لن يبطئ من اجل من يرفض اللحاق به اما نحن فاما ان نقرر ادارة المستقبل او نكتفي بدور المتفرج على خسائره




