القصة الكاملة لأسرة محمد سيد من سلامون قبلي.. من وعود العشاء إلى صرخة العدالة

في مساء عادي من أمسيات القرية الصغيرة اتصل محمد سيد الشاب العامل تباعًا على سيارة نقل بأخته وقال بصوت مفعم بالشوق أنا قدامي ربع ساعة وهكون عندكم جهزي العشاء وخلي العيال ما يناموش جايب لهم حاجات حلوة كانت جملة بسيطة لكنها حملت وعود بيت دافئ وليلة تجمع الأحبة
مرت الدقائق ولم يأت محمد أُغلق هاتفه فجأة وعاد في الصباح مرهق الملامح مضطرب الخطى حاولت أخته أن تفهم ما جرى فأجابها لا حاجة فقط كنت مع أصحابي ودخل ينام جاءت الأم على عجل وقفت فوق رأسه تسأله فيك إيه يا ابنّي قال محتاج أنام وبس وكل شيء سيكون بخير
خرج هاربا إلى فناء البيت كأنه يهرب من ظل ثقيل
لكن شيئًا لم يكن بخير استيقظ محمد بعد قليل فزعًا خرج إلى فناء البيت كأنه يهرب من ظل ثقيل لم تكن الأسرة تعرف ما الذي يعصف بروحه دفعة واحدة امتلأ البيت بأسئلة بلا إجابات حتى جاء الخبر الفاجع بأن محمد حاول إنهاء حياته تم نقله إلى المستشفى ركضت الأسرة خلف سيارات الإسعاف تبحث عن خيط نجاة وعن كلمة تطمئن القلب القلِق
كلمات قليلة لكنها بحجم جبل سقط على قلب الأسرة
هناك وبين جدران المستشفى تكشفت المأساة عندما سأله الطبيب بهدوء ليه عملت كده يا محمد هل زعلوك أهلك هز رأسه وقال لا أنا اتعرضت لاعتداء من شباب في البلد صوّروني وقيّدوني أنا اتكسرت نفسي ما قدرتش أواجه حد كانت الكلمات قليلة لكنها بحجم جبل سقط على قلب الأسرة التي لم تكن تعلم شيئًا عما جرى في تلك الساعات السوداء
تقول الأسرة إن المشهد بدأ بمحاولة إقحام فتاة في موقف مرفوض رفض محمد الانخراط فيه فدفع رفضه ثمنًا باهظًا تم الاعتداء عليه قسرًا والتصوير لإذلاله تحكي أخته إنهم كبّلوا يديه وقدميه ولوّحوا بسلاح لإخافته وتروي الأم أن قلب ابنها انكسر من وقع الإهانة وأنه لم يجد وقتها من يخبره أن العدالة قادرة على أن ترد الاعتبار
وجع أب يرى ابنه يسقط من بين يديه
قال الأب لو كان قالّي لكنت أخذت له حقه تالت ومتلت لم يكن تهديدًا بل وجع أب يرى ابنه يسقط من بين يديه وتضيف الأم كسروا نفس ابني بسببهم مات وبقى في التربة عاوزاهم يتحاسبوا ويتكسر عينهم زي ما كسروا قلبنا نحن لا نهدأ إلا بالعدل
وتكشف الأم عن خلافات قديمة مع أحد المتهمين وتقول إنها نفسها تعرضت لأذى سابق وتؤكد الأسرة أن الاستهداف كان مقصودًا وأنها لن تتنازل عن حق ابنها وأن طريق العدالة هو الملاذ الأخير لإغلاق جرح لن يلتئم إلا بإنصاف واضح وشفاف
هذه الحكاية ليست مجرد قصة ألم عابر إنها مرآة لعالم يحتاج إلى شجاعة جماعية نرفض فيها ثقافة التشهير والتنمر والابتزاز ونحمي ضحايا الاعتداء من وصمة الصمت فالصمت حائط يعيد الجريمة ألف مرة بينما الكلام مسؤولية وحق ووقاية لكل شاب وبنت في قرانا ومدننا
كرامة الإنسان أولًا
الاعتداء جريمة كاملة لا يُبرره شيء والصمت عنه جرح يطول أمده لذلك تطلب الأسرة فتح تحقيق شامل وسريع وضمان حماية الشهود ومنع تداول أو نشر أي مواد تُسيء لذكرى محمد أو تزيد آلام أسرته فالمجتمع الذي يحمي كرامة أفراده هو وحده القادر على إنقاذ أرواح أخرى من الانكسار
مسؤولية المجتمع والسلطات
المطلوب دعم نفسي وقانوني للأسر المتضررة آليات إبلاغ سرية وسريعة حملات توعية عن الابتزاز الإلكتروني وتجريم تداول المقاطع المُخلة بكرامة الضحايا وتفعيل وحدات حماية في المدارس والجامعات ومراكز الشباب مع مسارات قانونية واضحة لمن يتعرض لاعتداء أو تهديد بالصورة والفيديو
كل إنسان يستحق الأمان والاحترام
تغادرنا الحكاية ويبقى السؤال ماذا سنفعل نحن كي لا تتكرر المأساة الجواب يبدأ من إيماننا بأن كل إنسان يستحق الأمان والاحترام وأن العدالة ليست مطلب أسرة واحدة بل وصية مجتمع كامل