السياسات الأمريكية بين الاستمرارية والاختلاف بين الديمقراطيين والجمهورين --ماذا قال عنها كاستروا في الستينات ؟

أعاد الجدل السياسي الدائر حول السياسات الأمريكية خاصة السياسة الخارجية خاصة مع أبادة شعب غزة مقولة منسوبة إلى الزعيم الكوبي الراحل فيديل كاسترو، حين سُئل في ستينيات القرن الماضي عن تفضيله بين الرئيسين الأمريكيين ريتشارد نيكسون وجون كينيدي، فأجاب ساخرًا: "لا يمكن المقارنة بين حذائين يرتديهما نفس الشخص." وهي عبارة تداولها الإعلام على نطاق واسع باعتبارها توصيفًا لافتًا لواقع السياسة الأمريكية في ذلك الوقت .
هل الاقتباس صحيح تاريخيًا؟
وتنتشر مقولة الزعيم الراحل فيدل كاستروا خاصة على منصات التواصل والمقالات السياسية، إلا أن المصادر التاريخية الموثوقة لم تثبت نصًا حرفيًا من كاسترو بهذه الصيغة في حين الواقع الذي يعيشة العالم يؤكد صدق هذة المقولة عمليا من خلال مشاهدة السياسة الأمريكية و ما هو مؤكد أن الزعيم الكوبي كان كثير الانتقاد للانتخابات الأمريكية، لكنه لم يترك دليلًا مباشرًا على استخدام هذا التعبير، ما يجعلها أقرب إلى مقولة شائعة منسوبة وليست موثقة رسميًا.
استمرارية السياسة الأمريكية خاصة في الشئون الخارجية
يرى باحثون أن في السياسة الخارجية، الولايات المتحدة تُظهر قدرًا كبيرًا من الاستمرارية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي؛ فالتحالفات الاستراتيجية، والموقف المتشدد من الصين، ودور واشنطن العالمي، كلها ملفات تشهد توافقًا ملحوظًا.
لكن هذا لا يعني أن أمريكا "حزب واحد"؛ فالاختلافات تظهر بوضوح في الأدوات والوسائل:
-
الجمهوريون يميلون إلى الحزم العسكري وخفض الإنفاق على المناخ والضرائب.
-
الديمقراطيون يفضلون الدبلوماسية متعددة الأطراف، وزيادة الإنفاق على المناخ والرعاية الصحية.
الفروق الداخلية الحادة بين الحزبين
أما في السياسات الداخلية، فالانقسام بين الحزبين أكثر وضوحًا:
-
ملف الإجهاض والرعاية الصحية.
-
قوانين السلاح والهجرة.
-
السياسات الضريبية والاجتماعية.
هذه الاختلافات تمس حياة المواطن الأمريكي مباشرة، وتُحدث تغييرات حقيقية في التشريعات والإدارة، ما يضعف منطق اختزال المشهد كله في فكرة "حزب واحد بجناحين".
هناك استمرارية استراتيجية في ملفات كبرى كالعلاقات الخارجية
القول بأن الولايات المتحدة "حزب واحد بجناحين" قد يكون توصيفًا سياسيًا جذابًا أو ساخرًا، لكنه لا يعكس بدقة التعقيد المؤسسي والاختلافات الجوهرية بين الجمهوريين والديمقراطيين. نعم، هناك استمرارية استراتيجية في ملفات كبرى كالعلاقات الخارجية، لكن على مستوى السياسات الداخلية، الانقسام الأمريكي شديد وحقيقي.