سعيد محمد أحمد يكتب : سد النهضة .. بين “فاشية” اثيوبيا و”غباء” امريكا

لم أكن يوما قلقا عما دار ويدور بشأن سد النهضة منذ الاعلان عنه ابان حكم الاخواني مرسى العياط فى ذلك الاجتماع التاريخي السري،والذى بث على الهواء ليفضح، وعن حق كيف كان يفكر من تصورناهم وتصورهم الشعب من النبهاء؟،ليتبين أنهم بلا استثناء يتمتعون بقدر هائل من الغباء والاندفاع .
ومنذ ذلك التاريخ لم يساورني الشك أو القلق، بأن مصر لن يستطيع كائنا من كان حرمانها او انتقاص حق من حقوقها المائية التاريخية قطرة واحدة أو حتى من تدفق مياه نهر النيل العظيم إلى شرايين الحياه كونه المصدر الوحيد لحياة ملايين المصريين عبر مئات السنين.
فما اثير حول سد النهضة وما ترافق معه من حملات التشكيك فى قدرة الدولة المصرية فى عدم الحفاظ على مواردها المائية باءت بالفشل ، برغم حملات الكراهية والعداء بل والتشفي أيضا وبخبث شديد من قبل اطراف عربية وخليجية واقليمية ودولية ساهمت بأدوار مختلفة فى تمويل ذلك السد لمجرد النكاية والتنغيص على مصر وشعبها.
ورغم الحملات الظالمة ظلت الدولة المصرية متمسكة بسياسة ضبط النفس ادراكا منها من حجم المخطط الأسود الذى نصب لها فى حال اندفاعها برعونة ، الا أن ذلك المخطط الأسود سقط تحت أقدام قوة وصلابة الموقف المصرى وتأكيد تمسكه بحقوقه التاريخية والقانونية والدولية .
وبرغم كل التقارير والتحليلات بأن مصر فقدت القدرة على التعامل مع ازمة سد النهضة مع اثيوبيا التى واصلت وعلى مدى ١٤ عاما تحديها باتخاذ مواقف احادية لم تعترف بها مصر اطلاقا وتأكيد قدرتها على التدخل الخشن اذا لزم الامر ، فيما شاءت الاقدار والطبيعة فى استمرار تدفق مياه نهر النيل بمعدلات فاقت كل التوقعات والحسابات الجغرافية، بل وشكلت أزمة لدى القائمين على "السد"بعد مرور عقد كامل فى عدم قدرتها على توليد الكهرباء لاعتبارات فنية مما اضطرهم لافراغ السد من المياه وبمعدلات غير مسبوقة لاكثر من مرة
.صراحة لدرجة الوقاحة
وعلى خلاف المتوقع، والغير مأمول، يخرج الرئيس الامريكى ترامب كعادته ليفاجأ العالم بقرارات وتصريحات تتسم بالصراحة الشديدة لدرجة الوقاحة فى احراج الاخرين، ليفاجأ الدولة المصرية بالحديث عن أزمة سد النهضة لاكثر من مرة وعلى فترات زمنية متقاربة، اعتبر فيها قلق المصريين من سد النهضة مشروعا، وعدم رضاه مما حدث مع مصر واصفًا تصرفات اثيوبيا ب " الوحشية " وحكومات امريكا السابقة ب " الغباء" كونها مولت السد بهدف تقليل حصة مصر من المياه برغم انها طالبت اثيوبيا لأكثر من مرة باتفاق قانونى ملزم يسمح فى ادارة وتشغيل السد
فشل فى حبس المياه عن مصر.
والمؤكد ان من مول السد خسر كثيرا كونه فشل فى حبس المياه عن مصر كما فشل فى استخدامة فخ لإغراق مصر فى مواجه عسكرية ليصبح سد النهضة اليوم كارتا محروقا ..ليؤكد ترامب اليوم بقوله : ان بلاده مولت سد النهضة رغم مخاطرة على نهر النيل، ومصر، وأنه تابع بناءه عبر الاقمار الصناعية معربا عن اعتقاده بأن هذا الامر سيتم حله قريبًا
المهووس بجائزة نوبل للسلام.
ويبقى السؤال، ماذا لو عرض ترامب المهووس بجائزة نوبل للسلام بشكل مباشر الضغط على اثيوبيا؟ !!!، لاجبارها على توقيع اتفاق قانونى ملزم يخدم مصر.
وهل التوقيع سيبقى ضمن صفقة كاملة غير معلوم محتواها؟!!.
فيما يجب على الإدارة الامريكيه احترام مصالح مصر وثوابتها وقراراتها خاصة وان الاوروبيون أكثر قلقا من سد النهضة فى ظل استعداد مصر لكل الاحتمالات، وان الذى لا يدركة العامة ان مصر تملك كل القدرات السياسية والاقتصادية والعسكرية فى التدخل المناسب وبالشكل المناسب لمواجهة المزيد من الغطرسة والاكاذيب الاثيوبية .