مخطط امشروع الأسبيطاني في سوريا
”خطة الحارس المجنونة”.. إسرائيل تزرع مستوطنات ومدارس عسكرية داخل سوريا لإقامة ”خط الدفاع العقائدي”

كشف موقع عبري تفاصيل خطة غير مسبوقة تُنفّذها إسرائيل داخل الأراضي السورية وتهدف إلى إعادة رسم حدودها الشرقية عبر المستوطنات والمدارس الدينية والمشاريع العسكرية التمهيدية.
وتحمل الخطة توقيع منظمة "الحارس الجديد"، وهي مؤسسة صهيونية ذات طابع ديني عقائدي تأسست عام 2007، وتعمل على دمج التعليم الديني بالتجنيد والخدمة العسكرية، وتربط بين الأمن والاستيطان والهوية اليهودية.
خطة "الحارس الجديد" تمتد من سفوح جبل الشيخ شمالاً حتي هضبة الجولان، حتى وادي عربة جنوبًا
وبحسب صحيفة "إسرائيل هيوم"، فإن الحكومة الإسرائيلية أقرت المرحلة الأولى من خطة "الحارس الجديد"، والتي تمتد من سفوح جبل الشيخ شمالاً، عبر هضبة الجولان، حتى وادي عربة جنوبًا، وتغطي 11 نقطة حيوية قريبة من الحدود السورية، في إطار إعادة بناء ما يسمى بـ"خط الدفاع الأول" ضد أي هجمات مفاجئة شبيهة بعملية 7 أكتوبر التي نفذتها المقاومة الفلسطينية من غزة.
مستوطنات جديدة داخل الأراضي السورية.. والحجة: الأمن!
وفق ما كشفته الكاتبة حنان غرينوود، فإن المخطط الإسرائيلي الجديد يهدف إلى إقامة نقاط استيطانية شرق "مروم جولان" و"عين زيفان" قرب القنيطرة السورية، بالإضافة إلى نقطة جديدة بين "الونيه هبشان" و"كيشت"، على بعد كيلومترات قليلة من مواقع التمركز السابقة للجيش السوري.
وتُسند هذه المستوطنات الجديدة بمرافق عسكرية تمهيدية وكليات حربية ومدارس دينية حريدية، على غرار أنوية الشبيبة المقاتلة "ناحال"، بهدف خلق جبهة مدنية - عسكرية تعيد إنتاج العقيدة الأمنية التي نادى بها يغئال ألون بعد حرب الاستقلال.
العودة إلى "العقيدة الأصلية": الاستيطان كجدار صد
تعتبر منظمة "الحارس الجديد" أن جدران الفصل والمراقبة الإلكترونية لم تعد كافية. وتؤكد أن "الرد الحقيقي على التهديدات يأتي من الأرض ومن السكان"، أي من خلال إقامة تجمّعات مدنية دينية مدربة تتحول إلى حائط صد أولي في حال وقوع أي هجوم، ريثما يصل الجيش الإسرائيلي.
وقال المدير العام للمنظمة، يوئيل زلبرمان:
"لقد علمنا 7 أكتوبر أن الحدود التقليدية ليست آمنة. علينا بناء جغرافيا جديدة من المستوطنات والتدريب والتعليم تجعل العدو يتردد قبل التوغل".
التعليم الديني في خدمة الأمن
ومن أبرز ما تتضمنه الخطة بناء مدارس دينية وكليات عسكرية تمهيدية في مناطق قريبة من سوريا، لتخريج جيل "مؤمن مقاتل"، كما تقول المنظمة. وستُقام أيضًا قرى طلابية ومزارع شبابية ومساكن مؤقتة لاستيعاب مئات العائلات التي ستنتقل للعيش في هذه المناطق الحدودية، مما يعطي المشروع طابعًا دائمًا وليس مؤقتًا.
سوريا.. على خط الاستيطان المباشر
ورغم أن المشروع لا يُعلن رسميًا أنه على الأراضي السورية المحتلة، إلا أن موقعه الجغرافي يوضح أنه يركّز على مناطق تقع ضمن حدود هضبة الجولان المحتلة، وبعض النقاط تُصنّف كأراضٍ سورية وفق قرارات الأمم المتحدة.
هذا التحرك، بحسب الخبراء، يشكّل خرقًا جديدًا للقانون الدولي، ويشير إلى نوايا إسرائيلية لجعل السيطرة على الجولان وامتدادها السوري أمرًا واقعًا من خلال التهويد الكامل والانتشار العقائدي العسكري.
من "النكبة" إلى "التحصين الديني"
بينما ينشغل العالم بتطورات الحرب في غزة، تحاول إسرائيل ترسيخ مشروع أمني جديد يعتمد على الاستيطان المدجج بالتعليم الديني، ونقل النموذج إلى حدودها مع سوريا، مصر، ولبنان، في إعادة إنتاج لخطط التهجير والاحتلال التي بدأت منذ عام 1948.
المتابعون يرون أن خطة "الحارس الجديد" ليست مجرد فكرة دينية، بل مشروع جغرافي استيطاني أمني طويل المدى يهدف إلى فرض واقع جديد شرقًا وشمالًا، عبر زرع الإنسان قبل الآلة… والعقيدة قبل المدفع.