خداع الخطّابات والنصب عبر وسائل التواصل الاجتماعي- عروسة بالحلال عرفي علشان المعاش ورسمي

أنتشرت في السنوات الأخيرة صفحات متعددة للزوج منصات التواصل الاجتماعي – وعلى رأسها فيسبوك وتوفر عروسة عرفي ورسمي – انتشارًا لظاهرة خطيرة تتمثل في استغلال ما يُعرف بالـ"خطّابات" أو "وسطاء الزواج" عبر الإنترنت، حيث تحوّل هذا المجال، الذي كان يُفترض أن يسهّل تكوين الأسر، إلى مسرح لعمليات نصب واحتيال واسعة النطاق تستهدف النساء والرجال على حد سواء.
كيف تعمل شبكات النصب؟
تقوم هذه المجموعات أو الأفراد بإنشاء صفحات وحسابات وهمية على فيسبوك وتطبيقات التواصل، وتروّج لأنفسها باعتبارها جهات قادرة على تسهيل الزواج وتوفير عروض مغرية. وبمجرد التواصل مع الضحايا، تبدأ سلسلة من الطلبات المالية، مثل:
-
دفع مبالغ مالية "كعربون جادّية".
-
طلب تحويل أموال لتغطية "إجراءات سفر أو أوراق رسمية".
-
استخدام صور وفيديوهات وهمية لإقناع الطرف الآخر بوجود زوج أو زوجة مناسبة.
وفي النهاية، يكتشف الضحية أنه وقع فريسة احتيال منظم لا علاقة له بالزواج أو الاستقرار الأسري.
دوافع الاستغلال
يعتمد هؤلاء النصابون على ضعف الرقابة في الفضاء الإلكتروني، واستغلال الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع الكثير من الشباب والفتيات للبحث عن الزواج عبر الإنترنت. كما يستغلون الحاجة الملحّة للأمان الاجتماعي والعاطفي لدى البعض، ليحوّلوا هذه الحاجة إلى أداة ابتزاز مالي.
البُعد القانوني
وفقًا للقوانين المصرية والعربية، فإن ما يقوم به هؤلاء يعد جريمة نصب واحتيال إلكتروني يعاقب عليها القانون. وتعمل الأجهزة الأمنية على تتبع مثل هذه الشبكات، لكن طبيعتها الافتراضية وتعدد حساباتها يجعل مهمة الملاحقة أكثر صعوبة.
وهنا تأتي أهمية الإبلاغ الفوري عند التعرض لأي محاولة ابتزاز أو خداع، سواء عبر منصات الشكاوى الإلكترونية أو التوجه إلى أقسام الشرطة المتخصصة في مكافحة جرائم الإنترنت.
توعية لرواد مواقع التواصل
-
لا تثق في أي جهة مجهولة تعرض عليك خدمات زواج أو وساطة مقابل المال.
-
لا تحوّل أي مبالغ مالية لشخص لم تقابله وجهًا لوجه وتتحقق من هويته.
-
تحقق من الصفحات: غالبًا ما تكون حساباتهم حديثة أو مليئة بتعليقات مزيفة.
-
شارك تجاربك: نشر قصص النصب يساعد الآخرين على تجنب الوقوع في نفس الفخ.
-
اللجوء للطرق القانونية والشرعية للزواج يظل السبيل الآمن والمضمون.
شِباك لاصطياد الضحايا وليس وسيلة لتكوين الأسر
تحوّلت شبكات "الخطّابات" على الإنترنت إلى شِباك لاصطياد الضحايا وليس وسيلة لتكوين الأسر. وفي ظل هذا الواقع، يجب على الجميع – وخاصة الشباب والفتيات – أن يتعاملوا بحذر مع هذه الصفحات. فكما يقال: "ليس كل ما يلمع ذهبًا".
الحذر والوعي هما خط الدفاع الأول ضد هؤلاء النصابين. وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل من يستغل حاجة الناس للزواج ليحوّلها إلى باب للنصب والاحتيال.