عبير الاباصيري.. المأساة التي كشفت المسكوت عنه في ماسبيرو

لم تكن مأساة الاعلامية عبير الاباصيري مجرد واقعة وفاة عابرة بل صدمة هزت الضمير العام وكشفت عن حجم ما يسكت عنه داخل ماسبيرو وخارجه. عبير التي قدمت صوتها وافكارها عبر شاشة التلفزيون المصري انتهت حياتها في ردهة مستشفى بسبب 1400 جنيه لم تكن في جيبها وقت الازمة.
ماسبيرو.. منارة فقدت بريقها
القصة لم تبدأ عند المستشفى بل عند السؤال الاكبر: كيف لمؤسسة بحجم ماسبيرو ان تترك ابناءها بلا حماية ولا مظلة تامينية حقيقية؟ كيف يمكن ان يتساقط اعلامي بعد اخر في صمت وكأن هؤلاء الذين صنعوا حضور الشاشة صاروا بلا قيمة في الكواليس؟
سؤال لا يحتمل التأجيل
المسكوت عنه ان عبير ليست الاستثناء. عشرات العاملين في الاعلام الرسمي يعيشون على الهامش بلا رعاية صحية حقيقية وبلا دعم في ازماتهم وكأن سنوات خدمتهم لم تترك اي اثر سوى صور قديمة وذكريات باهتة.
ماسبيرو الذي كان يوما بيت الاعلاميين تحول الى بناية مثقلة بالديون والصراعات والبيروقراطية. والمؤسف ان ثمن هذا التراجع لا يدفع ماليا فقط بل يدفع بارواح بشرية. عبير لم تكن اول من رحل في صمت وربما لن تكون الاخيرة ما لم تطرح الاسئلة الصعبة: من يحمي ابناء ماسبيرو؟ من يضمن لهم الحق في حياة كريمة ورعاية تليق بسنوات عملهم؟
ان قضية عبير الاباصيري يجب ان تكون جرس انذار لا يسكت عنه لان الصمت لم يعد مجرد اهمال بل صار جريمة متكررة ضد كل من افنوا عمرهم في خدمة اعلام بلدهم ثم تركوا يواجهون مصيرهم وحدهم.
أزمة أعمق في منظومة الإعلام
رحيل الإعلامية عبير الاباصيري ليس مجرد مأساة شخصية، بل علامة على أزمة أعمق في منظومة الإعلام الرسمي المصري. وما لم تُطرح الأسئلة الصعبة وتُفتح الملفات المسكوت عنها، سيظل "بيت الإعلاميين" مكانًا يفقد أبناءه واحدًا تلو الآخر، في صمت لا يليق بتاريخهم ولا بتضحياتهم