بيان رسمي من حماس بعد دمار غزة
مستعدون لتسليم إدارة غزة لجهة مهنية مستقلة مقابل وقف الحرب وإعمار القطاع

خطوة حديدة من جانب حماس قد تُحدث تحوّلًا جوهريًا في مسار الحرب الجارية داخل قطاع غزة، أعلنت حركة حماس مساء الأحد 11 مايو 2025، عن استعدادها الكامل للبدء في مفاوضات مكثفة تهدف إلى التوصل لاتفاق نهائي يشمل وقف الحرب، وتبادل الأسرى، وتسليم إدارة القطاع لجهة مهنية مستقلة.
نحو إدارة مدنية مهنية لضمان الاستقرار
وفي بيان رسمي، قالت الحركة:
"نؤكد جاهزيتنا الفورية للانخراط في مفاوضات جادة، وبذل جهود مكثفة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب، وتبادل الأسرى، وإدارة قطاع غزة من قبل جهة مهنية مستقلة".
وشددت حماس على أن الإدارة المهنية المستقلة يجب أن تكون قادرة على ضمان "استمرار الهدوء والاستقرار لسنوات طويلة"، إلى جانب مهام إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وإنهاء الحصار المفروض على غزة منذ سنوات.
إطلاق سراح عيدان ألكسندر مقابل تسهيلات إنسانية
وأكد البيان أن الحركة وافقت على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر، ضمن "الخطوات المبدئية التي تهدف إلى تهيئة أجواء التهدئة وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى سكان القطاع".
ويأتي هذا التصريح في أعقاب وساطة مباشرة أمريكية قادها المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، وبموافقة الإدارة الأمريكية، بعيدًا عن التنسيق المباشر مع الحكومة الإسرائيلية، ما اعتبره مراقبون تغييرًا في قواعد الاشتباك السياسي والدبلوماسي في هذا الملف.
تقدير للدور المصري والقطري والتركي
وتوجهت حماس بالشكر إلى الوسطاء الإقليميين، مشيدة بالدور الذي لعبته كل من قطر، مصر، وتركيا، خلال الأسابيع الماضية في محاولة وقف نزيف الدماء في غزة.
وقالت الحركة:
"نثمن الجهود الحثيثة التي بذلها الأشقاء في قطر ومصر وتركيا، والتي لعبت دورًا مركزيًا في الدفع نحو هذا الاتجاه الجديد من التهدئة، والانفتاح على مبادرة سياسية شاملة".
إسرائيل ستفتح المعابر مقابل الإفراج
من جهتها، ذكرت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية أن إسرائيل وافقت على فتح الممرات لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مقابل الإفراج عن الجندي ألكسندر، وهو ما يشكل أول تنازل عملي من قبل الحكومة الإسرائيلية منذ تصاعد الحرب في القطاع أواخر عام 2023.
وبحسب الصحيفة، فإن إدارة نتنياهو تراقب التحرك الأمريكي-الحمساوي بقلق بالغ، لا سيما مع احتمالية أن تصبح واشنطن شريكًا مباشرًا في هندسة مستقبل قطاع غزة، بمعزل عن التنسيق السياسي الكامل مع تل أبيب.
خطوة نحو حل شامل أم مناورة تكتيكية؟
يرى مراقبون أن هذا العرض من حماس، رغم كونه اختراقًا مهمًا على الصعيد السياسي، إلا أنه مرهون بجدية الأطراف الأخرى، خاصة إسرائيل والولايات المتحدة، في التعامل معه كفرصة حقيقية للتسوية، وليس كأداة ضغط مرحلية.
ويحذر محللون من أن أي مبادرة لحكم غزة خارج إطار الهيمنة الحزبية يجب أن تترافق مع ضمانات دولية ومراقبة ميدانية مستقلة، لضمان عدم تكرار سيناريوهات الفوضى أو الانقسام.
هل يبدأ العد التنازلي لمرحلة ما بعد الحرب؟
مع وصول الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب إلى المنطقة يوم الثلاثاء، تزداد التكهنات بأن هذه المبادرة قد تمهّد لصفقة متكاملة تشمل:
-
وقف إطلاق النار الفوري
-
إدارة مهنية محايدة لقطاع غزة
-
إطلاق سراح الأسرى من الجانبين
-
ضمانات دولية لإعادة الإعمار
-
إنهاء الحصار تدريجيًا
وإذا ما تم فعليًا ترجمة هذه البنود على أرض الواقع، فإن المنطقة قد تكون على أعتاب أهم تحول استراتيجي في الملف الفلسطيني منذ سنوات.