نتنياهو يهاجم قطر ويتهمها بازدواجية الموقف في حرب غزة

في تصعيد سياسي مفاجئ، شن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجومًا حادًا على دولة قطر، متهمًا إياها بـ"اللعب على الجانبين" في الحرب الدائرة على قطاع غزة، ومطالبًا الدوحة باختيار طرف واضح في هذا الصراع المستمر منذ أكتوبر 2023.
تصريحات نارية على منصة "إكس"
عبر منشور نشره مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، قال نتنياهو:
"حان الوقت لتتوقف قطر عن اللعب على الجانبين عبر تصريحاتها المزدوجة، يجب عليها أن تقرر إذا ما كانت بجانب الحضارة أم بجانب وحشية حماس".
وأضاف في نبرة تصعيدية:
"إسرائيل ستنتصر في هذه الحرب العادلة بوسائل عادلة".
رد قطري غائب حتى الآن
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تُصدر قطر أي رد رسمي على تصريحات نتنياهو، التي اعتبرها مراقبون محاولة للضغط على الدوحة في ظل تعثر المفاوضات بشأن اتفاق تهدئة جديد في غزة.
وتُعد قطر من الأطراف الرئيسية في الوساطة بين إسرائيل وحماس، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، حيث نجحت جهود الثلاثي في الوصول إلى هدنة مؤقتة في يناير الماضي، سرعان ما انتهكتها إسرائيل بعودة قصفها المكثف للقطاع.
الخلفية: الوساطة القطرية وموقف إسرائيل
تاريخيًا، تلعب قطر دورًا دبلوماسيًا رئيسيًا في المنطقة، وسبق أن استضافت وفود حماس مرارًا، وهو ما تعتبره تل أبيب "ازدواجًا في الموقف"، رغم إشادة المجتمع الدولي بدور قطر في محاولة تخفيف التوتر وإيصال المساعدات إلى غزة.
ويتزامن هذا التصريح مع تزايد الضغط على إسرائيل دوليًا بسبب أعداد الضحايا المدنيين في القطاع، والانتهاكات المتكررة للقانون الدولي الإنساني، مما يُثير تساؤلات حول دوافع نتنياهو لتوجيه الانتقاد الآن، وهل الهدف هو صرف الأنظار عن إخفاقاته العسكرية والدبلوماسية؟
سيناريوهات محتملة
يُرجّح مراقبون أن تؤدي هذه التصريحات إلى توتر إضافي في العلاقة بين إسرائيل وقطر، وربما تعقّد جهود الوساطة الحالية، خاصة مع غياب مؤشرات على تقدم في محادثات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وقد تستغل حماس هذه التصريحات لتأكيد أن إسرائيل لا تسعى إلى سلام حقيقي، بل تُحاول تفكيك التحالفات الدبلوماسية التي تعمل على تهدئة النزاع.
تحول في الخطاب السياسي الإسرائيلي
تصريحات نتنياهو ضد قطر تعكس تحولًا في الخطاب السياسي الإسرائيلي تجاه أحد أبرز الوسطاء الإقليميين. ومع غياب الرد القطري، تبقى الأنظار متجهة نحو التطورات القادمة على صعيد الوساطة، ومدى تأثير هذه التصريحات على جهود التهدئة في غزة.