سقوط محترف سرقة الأحذية من المساجد في القاهرة

نجحت الأجهزة الأمنية بالقاهرة في القبض على مسجل خطر احترف سرقة أحذية المصلين من المساجد وبيعها بشكل دوري لأحد عملائه بمحافظة الجيزة. الواقعة أثارت موجة من الجدل والغضب الشعبي، خاصة وأنها جريمة تقع داخل بيوت الله التي يفترض أن تكون أماكن للأمان والسكينة.
تفاصيل بداية القضية
القصة بدأت مع تعدد البلاغات المقدمة من عدد من رواد المساجد في مناطق متفرقة بالقاهرة، تفيد باختفاء أحذيتهم عقب الصلوات، خصوصًا في أوقات الذروة مثل صلاة الجمعة والتراويح في رمضان. ومع تكرار هذه الحوادث، اشتبهت الأجهزة الأمنية بوجود شخص محترف يستغل الزحام الكبير للقيام بعملياته.
ووفقًا لما كشفت عنه التحريات الأولية، فإن المتهم استغل انشغال المصلين بأداء الفريضة داخل المسجد ليقوم بسرقة الأحذية الفاخرة، ثم يخرج بهدوء وكأنه أحد المصلين العاديين، دون أن يثير أي انتباه.
خطة السرقة وتنفيذ الجرائم
التحقيقات أثبتت أن المتهم اعتاد تغيير أماكن نشاطه حتى لا يتم رصده بسهولة. فكان يتنقل بين مساجد القاهرة الكبرى ويختار المساجد المزدحمة، حيث يسهل عليه جمع أكبر عدد ممكن من الأحذية في وقت قصير. بعد ذلك، كان يقوم ببيع هذه الأحذية لأحد عملائه في الجيزة مقابل مبالغ مالية زهيدة مقارنة بقيمتها الحقيقية.
واعترف المتهم بأنه اعتاد هذه الممارسة منذ سنوات، وأنه يعتبرها "طريقة سهلة وسريعة للربح"، مستغلاً حسن نية المصلين.
القبض على المتهم متلبسًا
بعد رصد تحركاته لعدة أيام، تمكنت قوة من مباحث القاهرة من ضبط المتهم أثناء خروجه من أحد المساجد وبحوزته عدد من الأحذية التي سرقها للتو. وتم اقتياده إلى قسم الشرطة حيث اعترف تفصيليًا بجرائمه، كما تم استدعاء بعض المصلين الذين تعرفوا على أحذيتهم بين المضبوطات.
حبس المتهم على ذمة التحقيقات مع توجيه عدة تهم له بينها السرقة المتكررة وانتهاك حرمة أماكن العبادة
أمرت النيابة العامة بحبس المتهم على ذمة التحقيقات مع توجيه عدة تهم له بينها السرقة المتكررة وانتهاك حرمة أماكن العبادة. كما طلبت النيابة مراجعة ملفه الجنائي، حيث تبين أنه مسجل خطر في قضايا سرقة سابقة، وأنه قضى عقوبات بالسجن في جرائم مشابهة.
ردود فعل الأهالي
أعرب الأهالي ورواد المساجد عن ارتياحهم الشديد بعد إلقاء القبض على المتهم، مشيرين إلى أن سرقة الأحذية ليست مجرد جريمة مادية، بل تحمل في طياتها إساءة لحرمة المساجد ومكانتها الدينية. وقال أحد المصلين: "أن تخرج من الصلاة فلا تجد حذاءك، فهذا يترك أثرًا نفسيًا سيئًا، وكأنك تُعاقب على قدومك إلى المسجد".
سوابق مشابهة في مصر
لم تكن هذه الواقعة الأولى من نوعها، إذ شهدت بعض المحافظات المصرية سابقًا حوادث مشابهة لسرقة محتويات المساجد. ففي عام 2022 تم القبض على شخص في محافظة المنوفية تخصص في سرقة سماعات المساجد وأسلاك الكهرباء الخاصة بها. كما تم ضبط عصابة صغيرة في الجيزة عام 2023 كانت تستهدف سرقة الصناديق الخيرية داخل المساجد.
وتعكس هذه الوقائع الحاجة إلى تعزيز الوعي الأمني داخل بيوت الله، سواء عبر المراقبة بالكاميرات أو من خلال متطوعين من الأهالي يراقبون الأبواب وقت الصلوات الكبرى.
خطورة الاستهانة بالجرائم الصغيرة التي تمس القيم المجتمعية والدينية
تكشف قضية "حرامي الأحذية" في القاهرة عن خطورة الاستهانة بالجرائم الصغيرة، التي قد تبدو في ظاهرها بسيطة لكنها تمس القيم المجتمعية والدينية. نجاح الأجهزة الأمنية في ضبط المتهم يمثل رسالة واضحة أن الدولة لن تتهاون مع أي شخص يحاول استغلال قدسية المساجد لتحقيق مكاسب غير مشروعة. وتبقى الدعوة قائمة لتكاتف المجتمع ورجال الدين والأمن لمنع تكرار مثل هذه الجرائم والحفاظ على حرمة بيوت الله.