الفوضب تجتاح فطاع غزة
إعدامات ميدانية في غزة.. حماس تواجه عصابات السطو وسط انهيار إنساني تحت الحصار

أقدمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على تنفيذ إعدامات ميدانية لعدد من المتهمين بالسطو والنهب، في ظل موجة من الهجمات المسلحة التي استهدفت متاجر ومطابخ شعبية، وسط أزمة غذاء كارثية تعصف بالمحاصرين منذ أشهر.
الإعدامات: "ضرب بيد من حديد"
بحسب مصادر مقربة من حركة حماس، فقد نُفذت عدة "أحكام إعدام ثورية" بحق من وُصفوا بأنهم "كبار المجرمين"، بعد ثبوت تورطهم في أعمال سلب ونهب للمساعدات الغذائية ومحال تجارية، في ظل انهيار الأمن الغذائي وانتشار الفوضى المسلحة.
وأكد إسماعيل الثوابتة، مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة، أن بعض هذه العصابات كانت مدعومة عشائرياً، بينما عملت أخرى تحت غطاء منظم وبتنسيق مباشر مع إسرائيل على حد زعمه، بهدف زعزعة الجبهة الداخلية.
قصف إسرائيلي يفاقم الفوضى
في حادثة زادت التوتر داخل القطاع، أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحماس أن طائرة مسيّرة إسرائيلية قصفت وحدة شرطة كانت تطارد أحد المطلوبين في مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل ضابط شرطة وإصابة عدد من زملائه.
وفي بيان رسمي، توعدت الوزارة بمواجهة هذه العصابات قائلة:
"سنضرب بيد من حديد كل هؤلاء المارقين... لن نسمح لهم بتهديد المواطنين وسلب ممتلكاتهم مهما كان الثمن".
حظر تجول.. وملاحقات ليلية
وفي تطور أمني لافت، فرض الجناح العسكري لحركة حماس حظرًا للتجول في مناطق من قطاع غزة اعتبارًا من الساعة التاسعة مساءً، في محاولة لتقييد حركة العصابات المسلحة، ومنح القوات الميدانية حرية التحرك في ملاحقة المطلوبين وتنفيذ عمليات اعتقال أو تصفية فورية في بعض الحالات.
وأكد شهود عيان ووسائل إعلام محلية أن الوضع في بعض المناطق يشبه حالة الطوارئ، حيث يُمنع المدنيون من الخروج بعد حلول الظلام، وتنتشر الدوريات المسلحة في الشوارع.
إسرائيل تتجاهل.. والغزيون يدفعون الثمن
وبينما اتهمت حماس إسرائيل بمنع دخول المساعدات الإنسانية خلال الشهرين الماضيين، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من تل أبيب بشأن مزاعم تورطها في دعم العصابات المسلحة داخل غزة.
لكن المؤكد، وفقاً لتقارير دولية، هو أن شحنات الغذاء والدواء شبه متوقفة تمامًا، ما جعل حالة الجوع والاحتقان الاجتماعي في أعلى مستوياتها، ودفع البعض للجوء إلى السلب المسلح أو التعاون مع جهات مشبوهة لتأمين الطعام والدواء.
كارثة إنسانية تتفاقم
ويعيش قطاع غزة اليوم أكبر كارثة إنسانية في تاريخه، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، حيث تواجه مئات الآلاف من العائلات خطر المجاعة، مع شلل شبه تام في القطاع الصحي والخدمي، وغياب أي أفق لوقف إطلاق النار الشامل أو رفع الحصار.
غزة في مفترق طرق
بين القتل الميداني والفوضى المسلحة، تعيش غزة لحظة تاريخية مظلمة، تكشف كيف أن العدوان والحصار الإسرائيليين، إلى جانب التفكك الداخلي وانهيار الثقة بين السكان والحكم، يمكن أن يقود إلى انفجار اجتماعي شامل.