نرمين نبيل تكتب : الشماشرجية ..الفساد الصغير الذي يدعم الفساد الكبير

الشماشرجي في الاصل كان خادما من خدم اسياده في قصور السلاطين والباشوات مهمته اشعال الشموع وترتيبها في القاعات والمجالس وكان يشرف على مخازن الشموع والزيوت ويهتم بان تكون القاعة مضاءة ومهيأة للضيوف ومع مرور الوقت اصبح الاسم يطلق على كل من يكتفي بدور الخادم الذي يلمع صورة سيده ويقف بجانبه بلا رأي او موقف
الشماشرجي عبر العصور
في كل مجتمع توجد مجموعات من اصحاب النفوذ والسلطة ودائما تظهر فئة اخرى لا تملك موقفا واضحا ولا قيمة حقيقية سوى انها تلمع صورة الكبير وتردد كلامه وتدافع عنه حتى لو كان مخطئا وتهاجم كل من يعترضه هذه الفئة هم الشماشرجية
الشماشرجي ليس بالضرورة شخصا فقيرا او محدودا فقد تجده مثقفا او دارسا او كاتبا او حتى مسؤولا صغيرا لكنه اختار الطريق السهل فباع رأيه مقابل رضا صاحب النفوذ هو يعلم ان ما يفعله بلا كرامة لكنه يقنع نفسه انه يحمي مستقبله او يحافظ على رزقه ومع مرور الوقت يصبح التطبيل والخضوع راسخآ في شخصيته حتى يفقد اي مبدأ او شجاعة
خطر الشماشرجية وشبكة دعم وهمية لاي فاسد او ظالم
خطورة الشماشرجية ليست في وجودهم فقط بل في انهم يمثلون شبكة دعم وهمية لاي فاسد او ظالم فهم يزيدون غروره ويجعلونه يصدق انه محبوب وان الناس كلها تؤيده بينما الحقيقة انهم مجرد مجموعة من الناس تسقف وتطبل
سلاح ضد الأصوات الحرة و نشر الاستبداد وتوسيع مساحة الصمت والخوف
والاخطر ان وجود الشماشرجية يكسر ظهر اي صوت حر لانهم يملأون الساحة بالهجوم والسخرية والتشويه وبذلك يساعدون بشكل غير مباشر على نشر الاستبداد وتوسيع مساحة الصمت والخوف
المجتمعات لا تنهار فقط بسبب الطغاة الكبار بل ايضا بسبب الشماشرجية الصغار
في الحقيقة ان المجتمعات لا تنهار فقط بسبب الطغاة الكبار بل ايضا بسبب الشماشرجية الصغار الذين يبنون لهم العرش طوبة فوق طوبة واذا كان هناك امل في اي تغيير حقيقي فلا بد ان يبدأ من كشف وتعرية الدور الذي يقوم به هؤلاء لانهم الوجه الاخر للفساد الفساد الصغير الذي يدعم الفساد الكبير