رسالة مصرية حاسمة لإسرائيل من أمام معبر رفح ورفض قاطع لمخططات التهجير
وجه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي رسالة مباشرة لإسرائيل من أمام معبر رفح الحدودي يعكس اصرار الموقف المصري وقال وزير الخارجية مؤكدا أن آلة الحرب الإسرائيلية تستهدف المدنيين والبنية التحتية في قطاع غزة بشكل واضح وممنهج الأمر الذي فاقم من حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها أبناء قطاع غزة
انتشار الأمراض والأوبئة بين سكان القطاع
و أوضح وزير الخارجية خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الفلسطيني أن إسرائيل لم تكتف بتدمير المباني والبنية التحتية بل ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك عبر استهدافها للمدنيين المنتظرين الحصول على المساعدات الإنسانية مشيرا إلى أن سياسة التجويع التي تمارسها تل أبيب طالت حتى الأطفال الأبرياء الذين فقدوا حياتهم نتيجة سوء التغذية ونقص الأدوية في ظل انتشار الأمراض والأوبئة
القاهرة ترفض رفضا قاطعا كل المخططات التي تستهدف تهجير الفلسطينيين
وشدد عبد العاطي على أن الموقف المصري راسخ لا يتغير وأن القاهرة ترفض رفضا قاطعا كل المخططات التي تستهدف تهجير الفلسطينيين سواء بفرض سياسة الأرض المحروقة أو محاولة فرض واقع سياسي جديد يستهدف تصفية القضية الفلسطينية مؤكدا أن مصر لن تسمح بتمرير أوهام ما يسمى بإسرائيل الكبرى أو مشاريع ضم الضفة الغربية أو إبقاء الوضع القائم في غزة
تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة قطاع غزة
أما رئيس الوزراء الفلسطيني فقد أكد من جانبه أن حكومته بصدد الإعلان قريبا عن تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة قطاع غزة لكنه شدد على أن هذه الخطوة لا تعني إنشاء كيان سياسي جديد في القطاع وإنما هي خطوة لإعادة تفعيل المؤسسات الفلسطينية وتعزيز حضورها موضحا أن منظمة التحرير الفلسطينية ستظل هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني
حشد الدعم الدولي لتنفيذ الخطة العربية لإعادة إعمار القطاع
وكان وزير الخارجية المصري قد استقبل رئيس الوزراء الفلسطيني في مدينة العلمين حيث بحث الجانبان آخر المستجدات المرتبطة بالقضية الفلسطينية وسبل دعم صمود الشعب في غزة وأوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية أن الوزير عبد العاطي أكد خلال اللقاء على ضرورة حشد الدعم الدولي لتنفيذ الخطة العربية لإعادة إعمار القطاع موضحا أن هذه الخطة تتضمن متطلبات عاجلة للتعافي المبكر وإعادة بناء البنية التحتية واستعادة سبل الحياة الطبيعية تمهيدا لانطلاق عملية إعادة الإعمار الشاملة وتنمية غزة على المدى البعيد
كما استعرض الوزير المصري الاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار والمقرر تنظيمه بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار حيث ناقش مع رئيس الوزراء الفلسطيني الترتيبات التفصيلية لهذا المؤتمر الدولي الذي تأمل القاهرة أن يكون منصة لدعم غزة وإيصال رسالة واضحة بأن المجتمع الدولي يرفض السياسات الإسرائيلية التي تستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم
استمرارا لنهج القاهرة التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني ورفض محاولات التهجير
هذا الموقف المصري يأتي استمرارا لنهج القاهرة التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني ورفض كافة محاولات التهجير أو تصفية القضية وأكد عبد العاطي أن مصر ستظل داعمة للحقوق الفلسطينية العادلة وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وأن أي محاولات لفرض واقع جديد بالقوة مرفوضة تماما
وبينما يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في حصد أرواح المدنيين تبرز مصر كلاعب محوري يسعى إلى وقف إطلاق النار وتأمين وصول المساعدات الإنسانية وتهيئة الأرضية السياسية لإعادة الإعمار وهو ما يعكس حرصها على أن يظل الشعب الفلسطيني صامدا على أرضه ومتمسكا بحقوقه المشروعة
دلالات سياسية وإنسانية واضحة
إن الرسالة التي وجهها وزير الخارجية المصري من أمام معبر رفح تحمل دلالات سياسية وإنسانية واضحة فهي تؤكد أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام سياسات التجويع والتدمير الإسرائيلية وأنها ماضية في جهودها الدبلوماسية والإنسانية لإعادة إعمار غزة وحماية القضية الفلسطينية من أي محاولات لتصفيتها أو تهجير شعبها
بهذا الموقف الصريح تؤكد القاهرة أنها ما زالت في قلب المعادلة الفلسطينية وأنها تضع خطوطا حمراء أمام إسرائيل والعالم أجمع بأن حقوق الفلسطينيين غير قابلة للتفاوض أو التنازل وأن معبر رفح سيظل رمزا لصمود الشعب الفلسطيني وللدور المصري الحاسم في حماية قضيته العادلة
