صرخات غزة من يسمعها
الصليب الأحمر: ما يحدث في غزة ”يشكك في إنسانيتنا”.. ومناشدة دولية عاجلة لوقف الفظائع

دعا بيير كرينبول، المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، الحكومات والمنظمات الدولية إلى التحرك الفوري والعاجل لوقف "الفظائع المستمرة" في قطاع غزة، مؤكدًا أن ما يجري هناك "يشكك في إنسانيتنا من جذورها".
جاءت تصريحاته خلال مؤتمر صحفي عُقد في مدينة جنيف السويسرية، حيث عبّر عن قلق بالغ حيال الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع نتيجة الحصار الشامل والهجمات المتواصلة التي تنفذها إسرائيل ضد حركة حماس منذ استئناف العمليات العسكرية في مارس/آذار الماضي، بعد وقف هش لإطلاق النار في حرب مستمرة منذ 19 شهرًا.
غزة تختنق.. و"المطابخ الخيرية" تغلق أبوابها
وفي مشهد يعكس حجم المأساة، أعلنت عشرات المطابخ الخيرية في غزة، والتي كانت تمثل شريان حياة لمئات الآلاف من المدنيين، توقف خدماتها بسبب نفاد الإمدادات الأساسية، وهو ما يهدد بتفاقم أزمة سوء التغذية والمجاعة في القطاع، خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن.
ويُعد هذا التطور الخطير مؤشرًا على فشل منظومة الإغاثة الدولية في الوصول إلى المحتاجين، في ظل إغلاق المعابر، وعرقلة دخول المساعدات، وغياب أي ضمانات أمنية للمنظمات الإنسانية.
نداء مفتوح: "طفح الكيل من هذا الرعب"
وقال كرينبول، الذي يتمتع بخبرة طويلة في إدارة الأزمات الدولية، إن "ما يجري في غزة لحظة حاسمة، وعلى الدول والجهات الفاعلة العالمية أن ترفض السماح باستمرار هذا الرعب دون انقطاع"، داعيًا إلى "اتخاذ خطوات عملية لإنهاء هذا الوضع اللا إنساني".
وأضاف:
"يجب أن يشعر الجميع بأنه قد طفح الكيل إزاء ما يحدث في غزة، لا يمكن للعالم أن يقف مكتوف الأيدي. لا أستطيع أن أشعر بالارتياح إزاء هذه التكلفة البشرية الرهيبة".
ورغم رفضه توجيه اللوم المباشر لأي طرف، فإن تصريحاته حملت إدانة ضمنية لاستمرار الحصار والهجمات، وصمت المجتمع الدولي تجاه مأساة إنسانية يتابعها العالم بأكمله في بث مباشر.
غزة.. بين الحصار والقصف والمجاعة
ويُذكر أن إسرائيل فرضت حصارًا شاملاً على غزة منذ مارس الماضي، ضمن حملة عسكرية مدمّرة استهدفت مواقع حماس، بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في وقت سابق.
وقد أودت الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023 بحياة عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، فضلًا عن نزوح جماعي وتدمير شامل للبنية التحتية والخدمات الصحية، بحسب تقارير منظمات الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية.
هل يسمع العالم صرخة غزة؟
مع تصاعد التحذيرات الدولية، ومن بينها الصليب الأحمر، الأمم المتحدة، ومنظمات إنسانية كبرى، تتزايد الضغوط على القوى العالمية لوقف هذه الكارثة، وإعادة فتح ممرات إنسانية دائمة وآمنة.
ويبقى السؤال: هل تتحرك الحكومات قبل فوات الأوان، أم أن غزة ستظل تنزف في صمت، وسط حرب بلا نهاية وضمير دولي غائب؟