بوسي الأسد.. خداع الفلاتر وصناعة الوهم على السوشيال ميديا

لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي مجرد منصات للتسلية أو مشاركة اللحظات اليومية بل تحولت إلى مصانع ضخمة لإنتاج الوهم وتصديره لجمهور يبحث عن الترفيه بأبسط أشكاله. ولعل قصة القبض على بوسي الأسد - خير دليل على هذا الانحدار الخطير حيث انهار أمام الكاميرات كل ذلك البريق المزيف الذي صنعته بالفلاتر والباروكات والمكياج ليظهر وجه آخر أقرب للحقيقة وأبعد ما يكون عن الصورة التي باعَتها لمتابعيها.
شهرة وهمية على حساب البسطاء الذين صدقوا صورة "الملبن "
بوسي الأسد لم تكن حالة فردية بل نموذجًا صارخًا لظاهرة تزداد خطورتها يومًا بعد يوم. امرأة صنعت لنفسها شهرة وهمية على حساب البسطاء الذين صدقوا صورة "الملبن المصري" واندفعوا خلف البثوث المباشرة والكلمات المصطنعة. وعندما سقطت الأقنعة ظهر أن كل ما كان يُباع ما هو إلا خداع منظم مبني على الوهم والتجميل الصناعي.
الفلاتر.. سلاح لتزييف العقول
ما فعلته بوسي الأسد يكشف الوجه الآخر لتقنيات التجميل والفلاتر الإلكترونية التي أصبحت سلاحًا يستخدمه بعض صناع المحتوى لاصطياد المتابعين. لكن الخطر الحقيقي ليس فقط في شكلها المزيف بل في المحتوى الفارغ المبتذل الذي تقدمه وتبني عليه شهرتها ومكاسبها المالية. وهنا يبرز السؤال الأهم: كيف سمحنا لأنفسنا أن نمنح مثل هذه النماذج كل هذا الاهتمام بينما أصحاب الفكر والقيمة يُدفنون في الظل؟
ضحايا السوشيال ميديا - وجوه مصطنعة تعيش على اللايكات
المتابعون أنفسهم جزء من المشكلة فهم من صنعوا شهرة بوسي الأسد وغيرها من مدعي الشهرة عبر الإعجاب والمشاركة والمتابعة. ومع كل مشاهدة وإعجاب كانوا يساهمون في تضخيم ظاهرة خطيرة لا تحمل أي مضمون سوى الإسفاف والخداع. السوشيال ميديا لم تعد تكشف لنا حقيقة الناس بل تقدم لنا وجوهًا مصطنعة تعيش على اللايكات.
المجتمع في مواجهة الإسفاف
القبض على بوسي الأسد ليس مجرد واقعة جنائية بل رسالة واضحة بأن المجتمع لم يعد يحتمل هذا المستوى من التضليل. المطلوب الآن أن يكون هناك وعي أكبر لدى الجمهور وأن تتحرك الجهات المسؤولة لوضع ضوابط تحمي المجتمع من هذا الانحدار. فالقضية لم تعد تخص شخصًا بعينه بل أصبحت ظاهرة تمس صورة مصر وقيمها أمام العالم.
بوسي الأسد دليل حي على خطورة "الوهم الإلكتروني"
بوسي الأسد ليست بطلة ولا نجمة كما حاولت أن تُظهر نفسها بل مجرد دليل حي على خطورة "الوهم الإلكتروني". وما حدث لها يجب أن يكون جرس إنذار لكل متابع ينساق وراء المحتوى الفارغ وكل صانع محتوى يظن أن الفلاتر ستخفي الحقيقة للأبد. فمهما طال الزمن يسقط القناع وتنكشف الوجوه ويظل السؤال: إلى متى سنسمح للوهم أن يحكم عقولنا؟