إسرائيل تواصل خرق اتفاق ترامب في غزة… وعدوان جديد تحت شعار “استهداف قادة حماس”
عادت إسرائيل إلى سياسة الاغتيالات والعمليات الخاصة داخل قطاع غزة، مبرّرة ذلك بما تسميه “القضاء على قادة حماس”.
هذا السلوك—الذي تراه أطراف عربية ودولية عدم التزام واضح بالاتفاق الأمريكي—يهدد بإعادة المنطقة إلى مربع المواجهة، ويطرح تساؤلات حول مدى احترام تل أبيب لأي تفاهمات سياسية حين يتعلق الأمر بغزة.
عمليات جديدة… ورسالة سياسية واضحة
أعلنت إسرائيل، الخميس، أنها قتلت اثنين من قادة حماس واعتقلت ثالثًا، في عمليات وصفتها بأنها “نوعية”، بينما تراها مصادر عربية استمرارًا للعدوان تحت غطاء سياسي أمريكي–إسرائيلي مشترك.
الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أكد أن قوات من الجيش والشاباك نفّذت عملية خاصة لاعتقال عضو الحركة مروان الهمص، الذي تتهمه تل أبيب بالضلوع في مقتل الضابط هدار غولدين خلال حرب 2014، ومعرفته بمكان دفن الجثمان في نفق برفح.
المفارقة أن العملية—بحسب إسرائيل نفسها—تمت في يوليو 2025 أي بعد اتفاق ترامب بأسابيع، لكنها كُشف عنها اليوم فقط، مما عزز الاتهامات بأن إسرائيل تواصل عملياتها رغم الالتزامات السياسية.

أزمة غولدين: ذريعة تتجدد
ملف هدار غولدين ظل ورقة ضغط إسرائيلية منذ 2014.
غولدين، المولود عام 1991، كان أحد عناصر وحدة النخبة المسؤولة عن كشف الأنفاق. خلال هدنة إنسانية مدتها 72 ساعة، قُتل مع جندي آخر واحتجزت حماس جثمانه.
ومنذ ذلك الحين، تحوّل اسمه إلى رمز دعائي للجيش ووسيلة مستمرة لتبرير أي عمليات جديدة داخل غزة.
حتى أن إسرائيل فجّرت المنطقة تحت ما يسمى بـ “إجراء هانيبال” لمنع الاختطاف.
وفي الأسابيع السابقة، تسلّمت إسرائيل رفات غولدين ضمن ترتيبات اتفاق وقف الحرب، إلا أنها—بدل الالتزام بالاتفاق—عادت إلى استهداف قيادات حماس.
اغتيالات جديدة بذريعة “ردّ الخرق”
إلى جانب اعتقال الهمص، أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال كل من:
-
عبدالله أبو شمالة: رئيس منظومة البحرية في حماس، الذي تتهمه تل أبيب بالتخطيط لهجمات بحرية.
-
فادي أبو مصطفى: مسؤول الأنفاق في خان يونس، والذي تزعم إسرائيل أنه شارك في احتجاز عدد من المختطفين الإسرائيليين.
وبررت إسرائيل اغتيالهما بأن حماس “خرقت وقف إطلاق النار”—وهو مبرر اعتبرته مصادر عربية ذريعة متكررة تستغلها تل أبيب لاستمرار نفوذها العسكري.

استهداف ممنهج تحت غطاء أمريكي؟
اللافت أن هذه العمليات تأتي في وقت تروّج فيه إسرائيل لكونها ملتزمة باتفاق ترامب، بينما تشير الوقائع إلى أنها تنفذ عشرات العمليات الخاصة داخل القطاع منذ توقيع الاتفاق.
ويتزامن هذا التصعيد مع ما يُنظر إليه كـ تراجع أمريكي في الضغط على تل أبيب، وسط تركيز واشنطن على ملفات أخرى في الشرق الأوسط.
غضب فلسطيني… وتحذيرات من انهيار الهدنة
مصادر فلسطينية أكدت أن استمرار الاغتيالات يهدد بانهيار الاتفاق نهائيًا، خصوصًا أن واشنطن لم تصدر أي تصريح يدين أو حتى يوضّح موقفها من خروقات إسرائيل.
كما يرى محللون أن إسرائيل تسعى إلى:
-
تصفية حسابات أمنية قديمة.
-
تحقيق مكاسب سياسية داخلية.
-
فرض أمر واقع ميداني قبل أي تسوية محتملة.
-

هل ينهار اتفاق ترامب؟
مع استمرار الهجمات الإسرائيلية، يرى محللون أن الاتفاق أصبح على المحك، خصوصًا أن تل أبيب تتعامل معه بوصفه اتفاقًا مشروطًا وليس ملزمًا، وتستخدم ذريعة “قادة حماس” لاستمرار تحركاتها العسكرية داخل القطاع.
وبرغم الجهود الدولية لتثبيت وقف إطلاق النار، يبدو أن تل أبيب تراهن على استخدام العمليات الخاصة كأداة ضغط، وهو ما قد يقود إلى عودة المواجهات الشاملة في أي لحظة.
















