بولارد يفجّر الاتهام الأخطر: “ترامب باع إسرائيل مقابل الذهب السعودي”.. اجتماع سرّي يهزّ واشنطن وتل أبيب
كشف تقرير أمريكي تفاصيل لقاء غير مسبوق جمع السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي مع جوناثان بولارد — الجاسوس السابق الذي قضى 30 عامًا في السجون الأمريكية — داخل السفارة الأمريكية في القدس، في خطوة وصفتها دوائر استخباراتية في واشنطن بأنها “غير طبيعية” و“تشكل خرقًا للتقاليد الدبلوماسية الأمريكية منذ عقود”.
لكنّ المفاجأة الأكبر جاءت من بولارد نفسه، الذي أكّد في تصريحات لـ"نيويورك تايمز" أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب “خان إسرائيل حرفيًا وباعها من أجل الذهب السعودي” في إشارة إلى صفقة مقاتلات F-35 التي تعتزم واشنطن بيعها للرياض.
هذا الاتهام العنيف — الصادر من أخطر جاسوس في تاريخ إسرائيل — فتح بابًا جديدًا في الجدل حول علاقة ترامب بالسعودية، وعمّق الاتهامات القديمة التي تقول إن ترامب “يستخدم الشرق الأوسط كورقة صفقات اقتصادية وسياسية”.
لقاء سري يربك الاستخبارات الأمريكية

بحسب “نيويورك تايمز”، فإن الاجتماع الذي عقد داخل السفارة الأمريكية في القدس في يوليو الماضي لم يكن مدرجًا على جدول السفير مايك هاكابي، ولم يتم إبلاغ البيت الأبيض به مسبقًا، الأمر الذي أثار غضب رئيس مكتب الـCIA في إسرائيل وخلق حالة ارتباك داخل المؤسسات الأمنية الأمريكية.
بولارد، البالغ من العمر 71 عامًا، أكّد أن اللقاء كان “وديًا”، لكنه رفض الكشف عن فحوى المحادثات بينه وبين السفير. إلا أن مصادر أمريكية ذكرت أن هاكابي ومستشاره ديفيد ميلشتاين يسعيان لتعزيز علاقاتهم باليمين الإسرائيلي — التي يعتبر بولارد أحد رموزه — وهو ما أثار مخاوف واشنطن.
بولارد: ترامب باع إسرائيل من أجل السعودية
في تصريحات خطيرة، وجّه بولارد هجومًا مباشرًا ضد ترامب، قائلاً:
“ترامب مجنون… لقد باعنا حرفيًا مقابل الذهب السعودي”
وجاء هذا التصريح ردًا على إعلان ترامب الموافقة على بيع طائرات F-35 للمملكة العربية السعودية، رغم اعتراضات إسرائيلية واسعة داخل المؤسسة الأمنية.
بولارد — الذي تجسّس لصالح إسرائيل خلال الثمانينيات — أكّد أنه لا يشعر بأي ندم تجاه أفعاله، واعتبر أن الولايات المتحدة “قلّصت” تعاونها الاستخباراتي مع إسرائيل قبل اعتقاله، وأنه عمل “لصالح حليف حقيقي تم خذلانه مرارًا”.
واشنطن في موقف محرج… والدبلوماسية الأمريكية تتلقى ضربة
ثلاثة مسؤولين أمريكيين سابقين اعتبروا أن اللقاء يمثّل “سابقة خطيرة”، وأنه لا يمكن السماح لسفير أمريكي بإعادة “تلميع” شخص أدين بإيذاء الأمن القومي الأمريكي.
السفير الأمريكي الأسبق في إسرائيل، دانيال كيرتزر، علّق قائلاً:
“هذا غير منطقي… لماذا يجتمع ممثل أمريكا مع رجل اعتُبر تهديدًا لمصادرنا الاستخباراتية؟”
وأضاف: “لا يوجد سبب لإعادة تأهيل بولارد أو منحه منصة سياسية”.
عودة ملف بولارد… نقطة توتر تاريخية
لطالما اعتُبر جوناثان بولارد أحد أعقد الملفات الأمنية في العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية.
بين 1984 و1985 سلّم مئات الوثائق السرّية لتل أبيب، لدرجة قال وزير الدفاع الأمريكي الأسبق كاسبار واينبرغر إنها “كانت كفيلة بتعريض القوات الأمريكية حول العالم للخطر”.
أُطلق سراحه عام 2015 بشروط مشددة، ثم سمح له ترامب بالسفر إلى إسرائيل عام 2020 في خطوة اعتبرتها تل أبيب “هدية سياسية”.
تداعيات خطيرة داخل إسرائيل
تصريحات بولارد الأخيرة تضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موقف محرج، خصوصًا بعد دفاعه المتكرر عن ترامب رغم الخلافات حول صفقة F-35 السعودية.
كما تكشف التصريحات عن قلق عميق داخل الأجنحة اليمينية في إسرائيل من احتمال أن يقدّم ترامب تنازلات استراتيجية لصالح الرياض مقابل صفقات اقتصادية واستثمارية ضخمة.
هل بدأت مرحلة “إعادة تقييم” لترامب داخل اليمين الإسرائيلي؟
ما جرى يطرح أسئلة حساسة:
-
هل فقد ترامب جزءًا من ثقة صُنّاع القرار في إسرائيل؟
-
وهل سيُستغل تصريح بولارد كأداة صراع داخل السياسة الإسرائيلية؟
-
وهل يمكن أن يؤثر ذلك على مستقبل العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية إذا عاد ترامب للبيت الأبيض؟
كل المعطيات تشير إلى أن التصريحات لم تكن مجرّد “انفعال”، بل رسالة سياسية موجّهة للداخل الإسرائيلي والخارج الأمريكي والسعودي معًا، تحمل في طياتها صراعًا مكتومًا حول النفوذ والصفقات والتوازنات العسكرية في الشرق الأوسط.







