استثمارات تتجاوز التريليون دولار
”بين نار الحرب وضغوط السلام.. كيف تعيد السعودية رسم معادلة الشرق الأوسط؟”
محمد بن سلمان يدعو لمسار حقيقي لحل الدولتين ويكشف عن استثمارات سعودية تتجاوز التريليون دولار في أمريكا وإسرائيل تصعد من عدوانها في لبنان
تطورات سياسية واقتصادية لافتة في لحظة إقليمية مشتعلة
في وقت تتزايد فيه وتيرة العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، وتواصل تل أبيب رفضها الصريح لكل المبادرات الداعية إلى السلام، دعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى ضرورة إيجاد مسار واقعي وحقيقي يضمن حل الدولتين، مؤكدًا أن المملكة مستعدة للانضمام إلى اتفاقات أبراهام بشرط ضمان حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة.
تصريحات ولي العهد جاءت من البيت الأبيض خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في لحظة سياسية محورية يتابعها العالم، خصوصًا مع تفاقم التوتر الإقليمي وازدياد عمليات القصف الإسرائيلية في غزة وجنوب لبنان.
رفض إسرائيلي مطلق للسلام… والسعودية تضغط نحو حل عادل

نتنياهو يُعلن “لا دولة فلسطينية” رغم قرارات الأمم المتحدة
في الأسابيع الماضية، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولون آخرون بتصريحات حاسمة تؤكد رفضهم لأي حديث عن دولة فلسطينية، رغم وضوح القرارات الدولية التي تنص على إقامة دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
هذا الرفض الإسرائيلي يأتي في وقت توسعت فيه رقعة العدوان لتطال:
-
قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة منذ أكتوبر 2023
-
قرى الجنوب اللبناني في ظل الغارات اليومية
-
الضفة الغربية التي تشهد تصعيدًا مستمرًا
ويُجمع مراقبون أن استمرار إسرائيل في رفض السلام والعمل بمنطق القوة ينسف أي فرصة لتهدئة إقليمية.
محمد بن سلمان: الحلّ يبدأ من غزة… ونريد مسارًا حقيقيًا لضمان الحقوق
أكد ولي العهد السعودي في كلمته أن المملكة “تنظر بجدية لمرحلة السلام في غزة”، مشددًا:
"نرغب في الانضمام إلى اتفاقات أبراهام ضمن مسار يضمن حل الدولتين والسلام بين فلسطين وإسرائيل."
وأضاف أن المملكة تهتم بشكل مباشر بـ رفع معاناة الشعب الفلسطيني الذي دفع ثمن الحرب الإسرائيلية لأكثر من عامين.
أرقام صادمة: حرب إبادة ودمار شامل
بدعم أمريكي كامل، شنت إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 حربًا أدت إلى:
-
69,483 قتيل فلسطيني
-
170 ألف جريح
-
دمار 90% من البنية التحتية المدنية في غزة
-
خسائر تقدّرها الأمم المتحدة بـ 70 مليار دولار لإعادة الإعمار
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 10 أكتوبر الماضي بوساطة أمريكية وفق خطة قدمها ترامب، تخرقه إسرائيل يوميًا.
السعودية تعرض المشاركة في إعادة إعمار غزة
قال ولي العهد السعودي:
"سنناقش مع الرئيس ترامب إعادة إعمار غزة… نجري مباحثات حول ما ستقدمه الرياض، ولا مبلغ محدد حتى الآن."
وأكد بن سلمان أن إعادة إعمار غزة ضرورة إنسانية واستراتيجية لضمان حماية المدنيين وإعادة الحياة للقطاع المدمّر.
شراكة سعودية–أمريكية تدخل مرحلة تاريخية جديدة

استثمارات تتجاوز التريليون دولار
على الصعيد الاقتصادي، كشف ولي العهد أن السعودية تستعد لرفع قيمة استثماراتها في الولايات المتحدة من 600 مليار دولار إلى تريليون دولار مؤكدًا:
"اليوم يوم تاريخي لعلاقتنا المستقبلية مع أمريكا."
وأضاف أن المملكة تستهدف الاستثمار في قطاعات استراتيجية أبرزها:
-
الذكاء الاصطناعي
-
الحوسبة المتقدمة
-
الرقائق وأشباه الموصلات
-
المعادن والمواد الخام
ووصف بن سلمان الولايات المتحدة بأنها دولة ذات اقتصاد قوي يجب تعزيز الشراكة معها، مشيرًا إلى أن الرياض تؤمن بمستقبل مشترك معها.
التعاون الأمني ومحاربة الإرهاب
شدد ولي العهد على أهمية تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، قائلاً:
"أسامة بن لادن حاول ضرب العلاقات بين السعودية وأمريكا… ومن الضروري تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب."
وأكد أن التنسيق الأمني بين البلدين سيظل جزءًا أساسيًا من الشراكة الاستراتيجية.
خلاصة المشهد: المنطقة تغلي… والسعودية تدفع نحو سلام حقيقي
يأتي تصريح محمد بن سلمان في وقت:
-
ترفض فيه إسرائيل أي حلول سياسية
-
تتواصل فيه الغارات على غزة ولبنان
-
تتصاعد فيه الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار
-
ويتحرك فيه العالم نحو إعادة ترتيب علاقاته في الشرق الأوسط
ومع تأكيد السعودية على ضرورة حل الدولتين، ومع استعدادها لاستثمار ضخم في الولايات المتحدة، ومع طرحها تصورًا لإعادة إعمار غزة، يتضح أن المملكة تسعى إلى:
-
تهدئة المنطقة
-
إقامة سلام شامل
-
وضمان حقوق الشعب الفلسطيني
-
ودعم استقرار الشرق الأوسط
















