زهران ممداني يرد على اتهامات معاداة السامية بعد فوزه برئاسة بلدية نيويورك: «آخذ القضية على محمل الجد»
في أول تصريح رسمي بعد فوزه التاريخي بمنصب عمدة مدينة نيويورك لعام 2025، رد السياسي الأمريكي من أصل هندي زهران ممداني على الانتقادات التي طالت خطابه الانتخابي ومواقفه تجاه الحرب في غزة، مؤكدًا أنه يأخذ قضية معاداة السامية على محمل الجد، في محاولة لتهدئة الجدل الواسع الذي أثارته مواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية.
ممداني: لم أهاجم اليهود.. بل أعارض الاحتلال
قال ممداني في حديثه لوسائل الإعلام الأمريكية، إن خطابه الانتخابي الأخير تم تفسيره بشكل خاطئ، موضحًا:
"لم أتحدث ضد الديانة اليهودية أو الجالية اليهودية في نيويورك، بل تحدثت ضد الانتهاكات التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة. معاداة السامية قضية خطيرة، وأنا أتعامل معها بكل احترام ومسؤولية."
وأضاف أنه لم يتحدث مع جوناثان غرينبلات، رئيس رابطة مكافحة التشهير (ADL)، التي أصدرت بيانًا بعد إعلان فوزه، وانتقدت مواقفه السابقة من إسرائيل.
وأوضح ممداني أنه سيتعامل مع السنوات الأربع المقبلة "بعزم ومسؤولية"، مؤكدًا أنه في خطابه الانتخابي شدد على وقوف مجلس مدينته إلى جانب اليهود في مكافحة آفة معاداة السامية في جميع أنحاء المدينة.
خلاف علني مع رابطة مكافحة التشهير
وفي رده على تصريحات غرينبلات، قال ممداني ساخرًا:
"أي شخص حر في تصنيف تصرفات إدارتي، لكن لدي شكوك في قدرة السيد جوناثان على تقييم الأمور بصدق، خاصة بعدما زعم أنني لم أزر أي كنيس يهودي واضطر لاحقًا لتصحيح كلامه."
ويرى مراقبون أن تصريحات ممداني تمثل محاولة لاحتواء الأزمة مع اللوبي اليهودي الأمريكي الذي يملك نفوذًا قويًا داخل نيويورك، خصوصًا بعد أن وصفه بعض الساسة الإسرائيليين بأنه "مؤيد لحماس ومعادٍ لإسرائيل".

فوز تاريخي لأول مسلم في تاريخ نيويورك
وكان زهران ممداني، مرشح الحزب الديمقراطي، قد حقق فوزًا تاريخيًا في انتخابات بلدية نيويورك لعام 2025، ليصبح أول مسلم وأصغر عمدة يتولى هذا المنصب منذ أكثر من قرن.
وحصل ممداني على نحو 50.4% من الأصوات وفق النتائج الأولية، متفوقًا على منافسيه أندرو كومو وكورتيس سليوا بفارق مريح.
يُذكر أن ممداني (34 عامًا) وُلد في أوغندا لأسرة هندية الأصل، ونشأ في نيويورك، ويُعرف بنشاطه السياسي والاجتماعي في دعم حقوق الأقليات والمهاجرين والفلسطينيين.
هجوم إسرائيلي حاد
أثار فوز ممداني غضبًا واسعًا في الأوساط السياسية الإسرائيلية، إذ وصف وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير انتخابه بأنه:
"عار سيُخلد في الذاكرة، فالرجل مؤيد لحماس ومعادٍ للسامية وعدو لإسرائيل."
كما أعرب جلعاد إردان، السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة والولايات المتحدة، عن أسفه للنتيجة، قائلاً عبر منصة إكس:
"كارِهٌ لإسرائيل يرى دولتنا دولة فصل عنصري يقود الآن أهم مدينة في العالم، موطنًا لأكبر جالية يهودية خارج إسرائيل."
وأضاف أن ما حدث هو "يوم أسود للتحالف الأمريكي الإسرائيلي"، محذرًا من أن ما جرى في نيويورك "قد يمتد قريبًا إلى الكونغرس والبيت الأبيض".
ممداني يحاول التهدئة
وخلال الأشهر الأخيرة من حملته الانتخابية، حرص ممداني على تخفيف حدة خطابه المؤيد للفلسطينيين، مؤكدًا أنه لا يعادي الديانة اليهودية، بل يعارض سياسات الحكومة الإسرائيلية.
وحاول في عدة لقاءات علنية طمأنة الناخبين اليهود في المدينة، متعهدًا بأن إدارته ستركز على تحسين الخدمات العامة، ومكافحة الفقر والعنف، بعيدًا عن الانقسامات الأيديولوجية.
قراءة سياسية
يرى محللون أن فوز ممداني يمثل تحولًا كبيرًا في المشهد السياسي الأمريكي المحلي، ويعكس صعود تيار جديد داخل الحزب الديمقراطي أكثر جرأة في انتقاد سياسات إسرائيل، وسط جيل شاب يرى أن حقوق الفلسطينيين جزء من العدالة العالمية.
كما يشير آخرون إلى أن فوز ممداني قد يُحدث شرخًا في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، ويمنح دفعة جديدة للأصوات التي تطالب بوقف الدعم غير المشروط لإسرائيل.

















