د مصطفى راشد يكتب : العالم تجاوز التعصب فهرب وسكن بلادنا العربية
تجاوزت بلاد العالم التعصب بأنواعه ،،فتعصبهم فقط لحب الوطن لكن بلادنا العربية مازالت ترتع فى تعصب دينى أو عرقى أو جماعى حيث تجد فى بلادنا من يتعصب لإرهابى قاتل وهو أمر لا تجده فى بلاد العالم فلو نتذكر الإرهابى تارانت النيوزيلندى الذى قام عام 2019 بقتل المسلمين أثناء خروجهم من مسجدين كرايس تشرش وليونارد معتقدا أن كل المسلمين داعش وخطر على بلاده ،،وشاهدنا كيف هب الشعب النيوزيلندى والحكومة عن بكرة أبيهم فى رفض ماحدث وشاهدنا ملحمة إنسانية لتعزية المسلمين
كيف واجه العالم الإرهاب؟ نموذج نيوزيلندا شاهدٌ حي
رفضٌ شعبي ورسمي بلا تبرير
ولأن الحكومة النيوزلندية قررت غلق المساجد مؤقتا ووضع حراسة عليها لحمايتها، رغم أن نيوزيلندا واستراليا بهما عشرات الأديان والمعتقدات ولا يتعرض احد لأحد ولايعرفون الحراسة على دور العبادة،، لأن النظام حازم ويجرم من يسأل غيره عن معتقده ،لأن الدين أمر خاص بين الإنسان وربه، والعبادة داخل المساجد والكنائس والمعابد بعيدا عن المدارس ووسائل الصحافة والإعلام العامة ،،فوجدنا يومها المعابد اليهودية والكنائس يقررون فتح ابوابهم للمسلمين 24 ساعة للصلاة الإسلامية وللطعام والإقامة لمن يرغب حتى يعود فتح المساجد ،وخرجت رئيسة وزراء نيوزيلندا وقتها جاسيندا ونساء نيوزليندا فى مظاهرة دعم للمسلمين وهن يرتدين الحجاب جميعا ،وقد شاهدت كل ذلك بعينى، ولم أرى شخص واحد نيوزيلندى أو استرالى يؤيد هذا الإرهابى تارانت بحجة أن المسلمين سبق لهم أن قاموا بعمليات إرهابية مع اناس ينتمون لمعتقداتهم، لأن الإنسانية تقتضى عدم محاسبة شخص على أفعال غيره
الصدمة العربية: حين يُبرَّر القتل لأن الضحايا «يهود»
جريمة سيدني وتعليقات مُخيفة

أنا أقول ذلك لأننى صدمت فى العديد من معارفى وتعليقات البعض على مواقع التواصل الاجتماعى على ماحدث يوم 14 ديسمبر الاحد الماضى لقيام نافيد أكرم ووالده الباكستانى المسلم بقتل 17 شخصا واصابة 40 استرالى يهودى بالبنادق حيث كانوا يحتفلون بعيدهم حانوكا على شاطى منطقة بونداى بسيدنى، فجائت بعض التعليقات مؤيدة للقتلة، لأنهم قتلوا يهود، مما يستدعى علماء الإجتماع لرصد هذا التعصب الأعمى ،حتى يؤيد هؤلاء مجرم قاتل، قتل مسالمين استرال وليسوا جنود اسرائيليين ولا حاملى سلاح ،فقط لمجرد أنهم يهود رغم أن اليهودية ديانة من عند الله ولايكتمل ايمان المسلم إلا باإيمانه باليهودية والمسيحية كما قال تعالى فى سورة البقرة 285 ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) اى الإيمان بكل الكتب السماوية وكل الرسل ولا نفرق بينهما ،، مايعنى ان هذه الشخصيات المتعصبة لم تفهم صحيح الإسلام، لذا وجدناهم يقتلون العديد من المسلمين لأنهم لا يتبعون جماعتهم، أى انهم قنابل موقوته بيننا ،، لذا على الحكومات والعلماء المستنيرين من رجال الدين تصحيح هذه الثقافة وهذه الأفكار ،وإلا ستنفجر فينا فى أى وقت ،مع العلم أن هؤلاء يسهل إستخدامهم من أى غريب مغرض ضد أوطانهم
قنابل موقوتة داخل المجتمع
التعصّب بوابة للاستغلال والتدمير

المتعصب مريض نفسى لايحسن التصرف ولا يفكر بالمستقبل ،وأمامنا امثلة واضحة على عدم الرؤية ،هى حماس وحزب الله والحوثيين، مصرين على مواجهة اسرائيل بالسلاح ،فتنال منهم اسرائيل كل يوم،، لكن رأينا وعى غاندى ومانديلا ،فكلاهما حرر وطنه بالمظاهرات والمطالبات السلمية ،وكسبوا تعاطف العالم معهم، لذا أنا ادين الحكام العرب رجال الدين لأنهم تركوا هذا الفكر ينتشر، فتدمرت اوطانا واصبحت امتنا فى قاع العالم ،علميا، وثقافيا ،واجتماعيا، وسياسيا ،وأخلاقيا، واقل شعوب الارض سعادة ورفاهية وعدالة ،، كما أن البلاد الغير إسلامية استقبلت ملايين اللاجئين من المسلمين فى حين لم تستقبل البلاد الإسلامية الغنية لاجىء واحد مسلم، حسب أحصائيات الأمم المتحدة السرية لعام 2024 ،فاإلى متى هذا الحال، لأن بلادنا تستحق العدالة والإنسانية وثورة تعليمية.
د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ القانون







