رسميًا.. حكومة نتنياهو توافق على اتفاق تحرير الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة

إعلان رسمي من مكتب نتنياهو
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوفي ساعة مبكرة من صباح الجمعة، أن الحكومة الإسرائيلية وافقت رسميًا على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي يتضمن تحرير جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.
وجاء في البيان الصادر عن مكتب نتنياهو:
“الحكومة وافقت للتو على إطار عمل لإطلاق سراح جميع الرهائن – سواء كانوا أحياء أو موتى.”
ويعد هذا القرار نقطة تحول سياسية وعسكرية بارزة بعد حرب استمرت قرابة عام، وأسفرت عن آلاف القتلى والجرحى من الجانبين، إضافة إلى دمار واسع في قطاع غزة.
تفاصيل الاتفاق
وبحسب مصادر إسرائيلية مطلعة، فإن الاتفاق يشمل وقفًا شاملًا لإطلاق النار في قطاع غزة، إلى جانب آلية مرحلية لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل إفراج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين من سجونها، بينهم نساء وأطفال ومعتقلون إداريون.
ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ الاتفاق خلال الساعات المقبلة بعد استكمال التنسيق الميداني بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية – قطرية – أمريكية، وبإشراف مباشر من الأمم المتحدة.
وأكد البيان الحكومي أن الاتفاق يهدف إلى ضمان عودة جميع الرهائن إلى عائلاتهم، مع الحفاظ على ما وصفته إسرائيل بـ“أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية”.
خطوة نحو إنهاء الحرب
يأتي هذا القرار بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة التي استضافتها القاهرة والدوحة، شارك فيها المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب ويعيد الهدوء إلى القطاع.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن فجر الخميس التوصل إلى “اتفاق تاريخي” بين إسرائيل وحماس، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار سيدخل حيّز التنفيذ ظهر اليوم الجمعة، وأن مراسم التوقيع الرسمية ستُقام في القاهرة بحضور قادة المنطقة.
انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية
ورغم إعلان الموافقة، شهدت جلسة الحكومة الإسرائيلية مساء الخميس نقاشات حادة وانقسامات داخلية، خصوصًا من قبل وزراء في اليمين المتشدد الذين اعترضوا على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ضمن الصفقة، معتبرين أن ذلك “تنازل مفرط” لحماس.
إلا أن نتنياهو شدد خلال الاجتماع على أن الهدف الأعلى هو إعادة الرهائن إلى وطنهم وإنهاء حالة الاستنزاف العسكري، مؤكدًا أن الاتفاق تم بعناية وبضمانات أمريكية كاملة.
وقال نتنياهو خلال الجلسة:
“هذه ليست نهاية الطريق، لكنها خطوة ضرورية لاستعادة مواطنينا وإعادة الهدوء إلى شعبنا.”
ترحيب دولي واسع
في المقابل، رحّبت عدة دول بالاتفاق، وعلى رأسها مصر وقطر وتركيا، التي لعبت دورًا أساسيًا في الوساطة، إلى جانب الولايات المتحدة التي وصفت الاتفاق بأنه “خطوة غير مسبوقة نحو إنهاء دائرة العنف في المنطقة”.
وأكدت القاهرة في بيان رسمي أن الاتفاق “ثمرة جهود دبلوماسية وإنسانية مكثفة” قادها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية، مشددة على ضرورة التزام الطرفين بوقف إطلاق النار الشامل وبدء مرحلة إعادة الإعمار في غزة فورًا.
مراقبون: بداية مرحلة جديدة
يرى مراقبون أن موافقة إسرائيل على الاتفاق تعكس تحولًا في نهج الحكومة الإسرائيلية بعد فشل العمليات العسكرية في تحقيق أهدافها المعلنة، لا سيما القضاء على حماس أو استعادة الرهائن بالقوة.
ويعتقد المحللون أن الهدنة قد تمهد لمرحلة سياسية جديدة تشمل تسويات أوسع بوساطة مصرية – أمريكية، وربما إعادة إطلاق مفاوضات السلام التي توقفت منذ سنوات.
ماذا بعد وقف إطلاق النار؟
وفق بنود الاتفاق، من المقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار الشامل في قطاع غزة اعتبارًا من الساعة الثانية عشرة ظهرًا بالتوقيت المحلي، على أن تشرع الأطراف فورًا في تنفيذ التبادل المتفق عليه.
كما تتضمن الخطة السماح بدخول مساعدات إنسانية وإغاثية عاجلة إلى القطاع، بما يشمل الوقود والأدوية والمواد الغذائية، تحت إشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر المصري.
مرحلة جديدة من الهدوء الحذر
بموافقة الحكومة الإسرائيلية على هذا الاتفاق، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من الهدوء الحذر بعد واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
لكن رغم الترحيب الدولي، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى التزام الأطراف بالاتفاق، وإمكانية تحوله إلى سلام دائم أو مجرد هدنة مؤقتة تسبق جولة أخرى من التصعيد.