ملف الأسرى يعقّد تنفيذ اتفاق غزة.. “البرغوثي.. الرمز الغائب عن كل الصفقات

استمرار المفاوضات حول قوائم الأسرى
كشف مصدر قيادي في حركة حماس أن المفاوضات المتعلقة بقوائم الأسرى لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة، في وقت تواصل فيه الوساطة المصرية والقطرية والأمريكية جهودها المكثفة لإنجاز هذا الملف الحساس خلال الساعات المقبلة.
وبحسب المصدر، فإن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه بين حماس وإسرائيل لن يُنفذ بشكل كامل قبل اعتماد القوائم النهائية للأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
استبعاد البرغوثي يثير جدلاً واسعًا
من جانبه، أكد ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أن قائمة الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم لا تتضمن اسم الأسير مروان البرغوثي، وهو ما أثار جدلاً واسعًا داخل الأوساط الفلسطينية والعربية، خاصة أن البرغوثي يُعد من أبرز رموز المقاومة الوطنية الفلسطينية وأحد الشخصيات المؤثرة في حركة فتح.
ويُذكر أن البرغوثي معتقل منذ أبريل 2002 ومحكوم عليه بخمسة أحكام بالسجن المؤبد و40 عامًا إضافية، بعد إدانته بالمسؤولية عن عمليات نفذتها مجموعات من حركة فتح أسفرت عن مقتل وإصابة إسرائيليين.
ويرى مراقبون أن استبعاد البرغوثي من أي صفقة تبادل يمثل مؤشرًا على تعقيد الحسابات السياسية والأمنية داخل إسرائيل، التي تخشى من أن يؤدي الإفراج عنه إلى تعزيز نفوذه الشعبي والسياسي داخل الأراضي الفلسطينية.
وساطة مكثفة لتفكيك العقدة الأخيرة
تواصل الأطراف الراعية للمفاوضات — مصر وقطر والولايات المتحدة — جهودها المكثفة لتفكيك عقدة ملف الأسرى باعتبارها آخر العقبات أمام التنفيذ الكامل لاتفاق وقف الحرب في غزة.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن الوسطاء يسعون إلى الوصول إلى صيغة توازن بين الجانبين، تضمن الإفراج عن أكبر عدد من الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام العالية، مقابل ضمان تسليم جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء والمفقودين.
معضلة سياسية وإنسانية في آنٍ واحد
ويرى محللون أن ملف الأسرى يشكل اختبارًا حقيقيًا لمدى التزام الأطراف ببنود الاتفاق، إذ إن القضية تحمل بعدًا إنسانيًا عميقًا للفلسطينيين، بينما تُعد قضية أمن قومي داخل إسرائيل، ما يجعل الوصول إلى توافق بشأنها بالغ الصعوبة.
كما أن غياب أسماء رمزية مثل البرغوثي وأحمد سعدات يضع الوسطاء أمام معادلة دقيقة، فبينما تسعى واشنطن وتل أبيب إلى تقييد الإفراج عن قيادات سياسية مؤثرة، تضغط الفصائل الفلسطينية لإدراج رموز وطنية تعتبرها جزءًا من أي حل عادل ومستدام.
اتفاق غزة على المحك
وبينما تستعد إسرائيل وحماس لبدء تنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، تظل قوائم الأسرى النقطة الأكثر حساسية في المفاوضات، وقد تؤدي أي خلافات حول الأسماء أو الترتيبات الأمنية إلى تأجيل التنفيذ أو تعديل بنوده.
ويؤكد مراقبون أن اللحظات المقبلة ستكون حاسمة، وأن نجاح الاتفاق مرهون بتنازلات متبادلة وثقة سياسية نادرة في مشهد معقد تحكمه الحسابات الداخلية لكل طرف والضغوط الإقليمية والدولية.