بعد اغتيال طباطبائي.. تصعيد إيراني وتحذيرات برد “ساحق” فيما تواصل إسرائيل ضرباتها جنوب لبنان
تواصل تداعيات اغتيال القيادي البارز في حزب الله اللبناني هيثم علي طباطبائي في الضاحية الجنوبية لبيروت، في عملية وصفتها إيران بأنها “اعتداء إرهابي مباشر” يأتي ضمن سلسلة استهدافات تنفذها إسرائيل ضد مواقع الحزب في الجنوب اللبناني وضد شخصيات تنتمي إلى ما تُعرف بـ“محور المقاومة”.
وفي أول تعليق رسمي، أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانًا شديد اللهجة، حمل رسائل واضحة مفادها أن الرد قادم “في الوقت المناسب”، وأن اغتيال طباطبائي لن يمر دون حساب، في ظل اتساع رقعة المواجهة على الحدود اللبنانية–الفلسطينية.
الحرس الثوري يتوعد: الاغتيال علامة ضعف وليس قوة
وجاء في البيان أن استهداف القيادي طباطبائي—الذي يعد من الشخصيات المحورية داخل حزب الله—يمثّل “دليلًا على يأس العدو الإسرائيلي وعجزه أمام إرادة المقاومة في المنطقة”، مؤكداً أن العملية نُفذت في ظل “وقف إطلاق نار صوري” تواصل إسرائيل خرقه عبر ضربات متتالية في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية.
ورأى الحرس الثوري أن عملية الاغتيال “محاولة لإخفاء أزمة داخلية يعيشها الكيان الصهيوني”، معتبرًا أن الرد الانتقامي “حقّ محفوظ” لدى حزب الله، وأن وقته “سيُحدد بدقة ليكون ساحقًا”.
جنوب لبنان.. ساحة مفتوحة على التصعيد

تزامن البيان الإيراني مع استمرار الضربات الإسرائيلية على مناطق نفوذ حزب الله في الجنوب اللبناني، في وقت يعلن فيه الجيش الإسرائيلي عن “عمليات وقائية”، فيما يؤكد حزب الله أن الهجمات تأتي ضمن سياسة عدوانية تهدف إلى تغيير قواعد الاشتباك.
وتشير المصادر الميدانية إلى:
-
قصف مكثف على بلدات حدودية مثل عيتا الشعب، يارون، الخيام، وكفركلا.
-
تحليق مكثف للطائرات المسيّرة الإسرائيلية داخل العمق اللبناني.
-
ردود متفرقة من حزب الله تستهدف مواقع عسكرية في الجليل والحدود الشمالية.
ووفق مراقبين، فإن اغتيال طباطبائي يرفع مستوى الاحتقان ويزيد احتمالية التصعيد، خاصة أن القيادي المستهدف يعتبر من “العقول الميدانية” داخل الحزب.
إيران: المقاومة لن تُهزم.. والرد سيكون جزءًا من معادلة جديدة
البيان الإيراني وصف اغتيال طباطبائي بأنه “جريمة وحشية”، مؤكدًا أن:
-
دماء قادة حزب الله “ستزيد قوة المقاومة لا انطفاءها”.
-
الاغتيال جزء من “حرب نفسية فاشلة” لإسرائيل.
-
محور المقاومة من لبنان إلى فلسطين “سيواصل تقدمه نحو تحرير القدس”.
ودعا الحرس الثوري المجتمع الدولي إلى التحرك ضد “الانتهاكات الإسرائيلية”، متهمًا المنظمات الحقوقية بالصمت وعدم الاكتراث لما أسماه “الإبادة الجماعية في غزة واستهداف المدنيين في لبنان”.
رسائل إلى الأمين العام لحزب الله وإحياء إرث الشهداء
ووجّه الحرس الثوري تعزية إلى قيادة حزب الله، مشيرًا إلى أن دماء طباطبائي “ستكون رصيدًا استراتيجياً في مستقبل الصراع مع إسرائيل”.
وجدد البيان تمسكه بـ“نهج الشهداء”، مذكّرًا باسم الأمين العام الراحل السيد حسن نصر الله (بحسب النص الإيراني)، في سياق تأكيد استمرارية مشروع المقاومة رغم الخسائر.
مراقبون: اغتيال طباطبائي قد يعيد خلط الأوراق في لبنان والمنطقة
يرى محللون أن:
-
الاغتيال قد يدفع حزب الله لتغيير قواعد الاشتباك مع إسرائيل.
-
إيران تسعى لإظهار أنها لن تترك حلفاءها دون حماية.
-
الجنوب اللبناني يعيش مرحلة “هشّة” قد تتطور إلى مواجهة أكبر.
-
إسرائيل ربما تهدف إلى توجيه ضربة نوعية قبل أي ترتيبات سياسية قادمة في غزة أو الشمال.
وفي ظل استمرار القصف المتبادل، تبقى الأجواء مرشحة لمزيد من التوتر، وسط مخاوف دولية من انزلاق لبنان إلى حرب شاملة جديدة قد تمتد إلى ساحات إقليمية أخرى.
















