طائرات مصرية تطلق علم فلسطين في سماء سيناء.. مشهد رمزي يرافق اتفاق السلام التاريخي في شرم الشيخ

لحظة رمزية في سماء السلام
في مشهدٍ وُصف بأنه الأكثر رمزية منذ اندلاع الحرب على غزة، وثّقت مقاطع مصوّرة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي لحظة تحليق طائرات مصرية فوق سماء مدينة شرم الشيخ وهي تُطلق علم فلسطين إلى جانب علم مصر، في استعراض جويّ حمل رسالة سلام إلى المنطقة والعالم.
المشهد الذي ظهر فيه العلمان المصري والفلسطيني يرفرفان جنبًا إلى جنب في سماء سيناء، تزامن مع وجود الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني في المدينة لإتمام المفاوضات النهائية الخاصة بـ صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
شرم الشيخ.. منبر السلام من جديد
اختارت القاهرة مدينة شرم الشيخ، التي تحمل لقب “أرض السلام”، لتكون المقر الرسمي لتوقيع المرحلة الأولى من اتفاق وقف الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وهو الاتفاق الذي جرى برعاية مباشرة من مصر وقطر والولايات المتحدة، ووفقًا لـ خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
المدينة التي استضافت عشرات القمم والحوارات الدولية، عادت لتؤكد موقعها كعاصمة إقليمية للسلام والدبلوماسية، حيث تحولت أجواؤها إلى مسرحٍ لاحتفالات رمزية تمثلت في استعراض الطائرات المصرية وإطلاق الأعلام فوق سماء سيناء.
السيسي: انتصار إرادة السلام على منطق الحرب
في أول تعليق رسمي على الحدث، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمة نقلها التلفزيون المصري مساء الخميس:
"لقد شهد العالم لحظةً تاريخية تُجسّد انتصار إرادة السلام على منطق الحرب. فمن شرم الشيخ — أرض السلام ومهد الحوار والتقارب — تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في قطاع غزة، بعد عامين من المعاناة الإنسانية الموجعة."
وأكد الرئيس أن الاتفاق تم وفقًا لخطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبـ رعاية مصرية – قطرية – أمريكية مشتركة، مشددًا على أن هذه الخطوة "لا تطوي صفحة حربٍ فحسب، بل تفتح باب الأمل لشعوب المنطقة في غدٍ تسوده العدالة والأمن والاستقرار".
تفاصيل المرحلة الأولى من الاتفاق
وفقًا لما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي من واشنطن، فإن المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خط محدد داخل قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى حركة حماس، مقابل إفراج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين، من بينهم عدد كبير من المحكومين بالمؤبد.
كما نصت بنود الاتفاق على أن تتولى قوة دولية متعددة الجنسيات الإشراف على تنفيذ الترتيبات الأمنية داخل القطاع، بالتنسيق مع مصر وقطر والأمم المتحدة، لضمان عدم تجدد القتال.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيدعو حكومته إلى اجتماع عاجل للمصادقة على الاتفاق، واصفًا إياه بأنه “إنجاز دبلوماسي غير مسبوق تحقق بوساطة مصرية فعالة”.
مصر تعود إلى دورها المركزي
أكد مراقبون أن هذا الاتفاق يعيد مصر إلى موقعها التاريخي كوسيط رئيسي في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، ويثبت قدرتها على جمع الأطراف المتنازعة على طاولة واحدة بعد عامين من الحرب المدمّرة.
ويرى المحلل السياسي د. سامح عبد الغفار أن “مشهد الطائرات المصرية التي أطلقت علم فلسطين في سماء سيناء ليس مجرد عرض جوي، بل رسالة سياسية وإنسانية عميقة تؤكد أن مصر ما زالت تعتبر القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى، وأنها قادرة على تحويل رموز السلام إلى أفعال على الأرض”.
من الحرب إلى الأمل
بعد أكثر من عامين من الدمار والمعاناة في غزة، يمثل اتفاق شرم الشيخ بداية مرحلة جديدة عنوانها إحياء الأمل في مستقبل أكثر استقرارًا للمنطقة.
فالمشهد الذي جمع العلمين المصري والفلسطيني في سماء سيناء جاء ليعبّر عن أن السلام لا يُفرض بالقوة، بل يُصنع بالإرادة والشجاعة والقيادة الرشيدة.
وفيما تستعد إسرائيل وحماس لتنفيذ بنود المرحلة الأولى من الاتفاق خلال الأيام المقبلة، تبقى مصر هي الراعي الأول والأقرب لأي خطوة نحو إنهاء الصراع وإعادة إعمار غزة.
رابط الفديو
https://www.facebook.com/share/r/172B272Rfu