القناة 12 العبرية: لا اتفاق متكامل حول غزة في لقاء ترامب ونتنياهو.. تفاهمات أولية فقط

تعيش واشنطن وتل أبيب حالة ترقب كبيرة مع انعقاد اللقاء الحاسم بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، حيث كان من المنتظر الإعلان عن اتفاق شامل لإنهاء حرب غزة، إلا أن ما رشح من تسريبات عبر الإعلام العبري يوحي بغير ذلك.
غياب الإعلان عن "اتفاق متكامل"
ذكرت القناة 12 العبرية، نقلاً عن مصادر مطلعة، أنه قد لا يتم الإعلان عن اتفاق متكامل الأركان بخصوص غزة مساء اليوم، وأن ترامب قد يكتفي بالكشف عن تفاهمات أولية مع نتنياهو بعد انتهاء اجتماعهما، دون الوصول إلى صيغة نهائية.
هذا التوجه يعكس حجم التعقيدات المرتبطة بالملف، سواء من جانب إسرائيل أو حركة حماس أو حتى الأطراف الوسيطة، خاصة وأن الصراع المستمر منذ أكتوبر 2023 أفرز واقعًا سياسيًا وأمنيًا معقدًا للغاية.
تصريحات ترامب: "السلام قريب"
رغم الغموض الذي يكتنف الإعلان النهائي، شدد الرئيس ترامب قبل بدء اجتماعه مع نتنياهو على أن السلام سيتحقق في غزة قريبًا، في إشارة واضحة إلى ثقته بخطته ذات الـ21 بندًا، والتي يعتبرها "الأفضل لكلا الطرفين".
وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكي "عمل على هذه الخطة بلا كلل"، مؤكدة أن جوهرها يقوم على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إلى جانب رؤية لإعادة إعمار غزة وضمان الأمن لإسرائيل.
خطة الـ21 بندًا.. طموح أمريكي كبير
بحسب ما كشفته وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية، فإن خطة ترامب تتضمن 21 بندًا تفصيليًا، أبرزها:
-
وقف إطلاق النار الفوري والانسحاب التدريجي للجيش الإسرائيلي.
-
إعادة الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.
-
تشكيل حكومة انتقالية من التكنوقراط الفلسطينيين لإدارة غزة.
-
تدفق المساعدات الإنسانية تحت إشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
-
التمهيد لمسار سياسي طويل الأمد نحو حل الدولتين.
ووفق ليفيت، فإن "أي اتفاق جيد يعني أن كلا الطرفين سيغادران الطاولة بشيء من عدم الرضا"، مشيرة إلى أن هذه النقطة تحديدًا قد تكون الضمانة لجدية التنفيذ.
هل يوقع نتنياهو؟
ورغم الضغوط الأمريكية، ما زال الغموض يسيطر على موقف نتنياهو. فالمتحدثة باسم البيت الأبيض تجنبت الإجابة عن سؤال مباشر حول إمكانية توقيعه على الاتفاق، مكتفية بالقول: "الرئيس يريد لهذه الخطة أن تكون الأساس لإنهاء الحرب".
هذا التردد يعكس حجم الانقسام داخل إسرائيل نفسها، بين من يرى أن الخطة تمثل فرصة تاريخية لوقف الحرب، ومن يعتقد أنها تقدم تنازلات خطيرة لحماس.
هل يملك الطرفان الشجاعة السياسية لتنفيذ االتصريحات؟
لقاء ترامب ونتنياهو قد لا يسفر عن اتفاق شامل، لكنه قد يضع حجر الأساس لـ"تفاهمات أولية" يمكن البناء عليها. وبينما يرى ترامب أن "السلام قريب"، يبقى السؤال: هل يملك الطرفان الشجاعة السياسية للانتقال من مرحلة التصريحات إلى التنفيذ الفعلي؟