خطة ترامب للإفراج عن الأسرى وتعديلات عربية على مبادرة غزة: ملامح تسوية سياسية قادمة

تتصاعد وتيرة الحراك السياسي والدبلوماسي بشأن الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أكثر من عامين، مع تسريبات جديدة عن خطة شاملة يعمل عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تجمع بين ملف الأسرى الفلسطينيين والمبادرات الدولية والعربية المطروحة لوقف الحرب وإدارة القطاع في مرحلة ما بعد الصراع.
الإفراج عن الأسرى مقابل جنود الاحتلال
ذكرت صحيفة إسرائيل اليوم أن خطة ترامب تتضمن إفراج إسرائيل عن 250 أسيراً محكوماً عليهم بالسجن المؤبد، إضافة إلى 1700 أسير آخر اعتقلوا بعد أحداث 7 أكتوبر، وذلك مقابل إطلاق سراح جميع الجنود والأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وتُعد هذه النقطة من أكثر البنود حساسية بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، حيث يشكل ملف الأسرى أحد أبرز العوامل الضاغطة على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الداخل الإسرائيلي، سواء من قبل المعارضة أو عائلات الأسرى أنفسهم.
خطة من 21 بندًا وتردد إسرائيلي
من جانبها، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الخطة الأميركية تتألف من 21 بندًا، مشيرة إلى أن نتنياهو سيحدد موقفه النهائي بعد لقائه المرتقب مع ترامب في البيت الأبيض.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع أن غالبية النقاط مقبولة لدى إسرائيل، لكن نتنياهو يسعى لإجراء تعديلات على بعض البنود الجوهرية قبل إقرارها رسميًا، خصوصًا تلك المتعلقة بالدور الفلسطيني والإشراف الدولي على قطاع غزة.
تعديلات عربية على مبادرة "ويتكوف – كوشنر – بلير"
في السياق ذاته، كشفت مصادر دبلوماسية – وفق ما أورده التلفزيون العربي – أن الدول العربية أدخلت تعديلات جوهرية على مبادرة (ويتكوف – كوشنر – بلير) الخاصة بوقف الحرب في غزة.
أبرز التعديلات تمثلت في:
-
المطالبة بانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، كشرط أساسي لنجاح أي اتفاق.
-
تشكيل إدارة فلسطينية من التكنوقراط لتولي مسؤولية إدارة القطاع، على أن تكون تحت إشراف مجلس دولي لمتابعة عملها.
-
منح السلطة الفلسطينية دورًا وصلة مباشرة بإدارة غزة بعد الحرب.
-
صيغة جديدة للتعامل مع سلاح حركة حماس، حيث تنص المبادرة على أن تقوم الحركة بوضع سلاحها جانبًا بدلاً من نزعه بالقوة.
-
نشر قوات دولية لمراقبة الحدود دون احتكاك مباشر مع السكان، لتفادي أي مواجهات ميدانية.
ترامب يؤكد "مناقشات مثمرة للغاية"
وكان الرئيس الأميركي ترامب قد أكد في تصريحات سابقة عبر منصة تروث سوشيال أن الولايات المتحدة تجري مناقشات مثمرة للغاية مع دول المنطقة بشأن غزة، موضحًا أن المفاوضات بدأت منذ عدة أيام وستستمر "طالما كان ذلك ضروريًا" من أجل الوصول إلى اتفاق شامل.
وأشار ترامب إلى أن جميع الأطراف الإقليمية منخرطة في المفاوضات، وأن كلًا من إسرائيل وحركة حماس على علم بالتفاصيل الجارية، ما يعكس مستوى الانخراط الدولي والعربي في صياغة تسوية محتملة.
قراءة في أبعاد المشهد
-
إسرائيل: تتردد في القبول الكامل بالشروط العربية والدولية، لكنها تدرك أهمية التوصل إلى صفقة الأسرى لتخفيف الضغط الداخلي.
-
الدول العربية: تسعى لضمان حل جذري يتضمن إنهاء الاحتلال وتهيئة بيئة سياسية جديدة في غزة.
-
الولايات المتحدة: تلعب دور الوسيط الرئيسي عبر خطة ترامب، في محاولة لتحقيق اختراق سياسي يُسجل ضمن إنجازات إدارته.
-
حماس: ستدرس صيغة "وضع السلاح جانبًا" كبديل عن نزع السلاح، وهو طرح أقل حدة قد يفتح الباب أمام مفاوضات عملية.
ملامح تسوية سياسية كبرى
تبدو خطة ترامب للإفراج عن الأسرى إلى جانب التعديلات العربية على المبادرة الدولية بمثابة ملامح تسوية سياسية كبرى قد تعيد رسم المشهد في قطاع غزة. ومع اقتراب لقاء ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض، تترقب المنطقة والعالم ما إذا كانت هذه المبادرة ستنجح في إنهاء الحرب المستمرة، أم أن الخلافات حول التفاصيل ستؤجل الحل وتبقي الوضع على حاله.